لا شكّ أن إخراج حسان دياب من الحكومة بتلاوته بيان الإستقالة ، كان بضغط حقيقي من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، الذي وجد الفرصة مناسبة للتخلص من دياب وحكومته بعدما حاول الأخير تفجير المجلس النيابي بفكرة الإنتخابات النيابية المبكرة ، التي يرى بري أنها محاولة من دياب لرمي المسؤولية بإتجاه السلطة التشريعية ، وتعويم نفسه وحكومته في الشارع التي لطالما نادى بتقصير ولاية المجلس النيابي والشروع للتحضير لإنتخابات نيابية قريبة.
هذه الدعوة من دياب والتي كانت ارتجالية ، لم تفاجئ بري فقط ، بل ومعه رئيس الجمهورية التي اعتبر ان دياب قد تخطاه دون تنسيق لتلك الدعوة معه ، مما كسر حلقة من حلقات التناغم بينهما.
أوصل بري لدياب رسالة مفادها أن دعوتك لاسقاط المجلس النيابي هي نهاية لعمر حكومتك ، فإما استقالتك بنفسك لحفظ ماء وجك ، وإما إقالتك عبر الإستقالات الجماعية للوزراء ، والأهم من داخل المجلس النيابي بالتصويت الأكثري الذي سيكون حتماً ضد دياب ، وبالتالي خروجه مكسوراً خائباً ، خاسراً، شبه محاكم!
فهم دياب الرسالة ، واستطاع بري منع استقالات جماعية من المجلس النيابي ، فارتاح من حكومة لطالما أراد اسقاطها ، وحمى سلطته التشريعية ، وأجّل أو ربما أنهى فكرة الإنتخابات النيابية المبكرة من التداول من جديد.