Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الاعلامية
ليس خافياً على أحد حجم المعاناة من النواحي كافة ، والتي تعيشها مدينة طرابلس وعموم الشمال ، باستثناء بعض المناطق والتي تنعم بالاستقرار الاقتصادي أكثر من جاراتها من البلدات أو القرى المحيطة.
الناس في طرابلس تعيش على الهامش لا بل دونه باشواط ، والمؤسسات فالقسم الاكبر منها اضطر اصحابها للاقفال تحت ضغط الكارثة الاقتصادية والخوف من الخسارة بشكل اكبر اذا ما استمروا في مجازفتهم في اعمالهم ، حيث تَخْلُوا الشوارع والساحات الا ممن يخرج للهو والتسلية وتقطيع الوقت والفِرجِة ليس إلاّ.
اتحاد بلديات طرابلس يعيش خارج الزمن ، وهو دائماً ما يبث الايجابيات الكاذبة ، في تعمد لتشويه الحقائق وليخفف وطأة الازمة لأن رؤساء البلديات كما عموم المسؤولين هناك لا يشعرون أصلاً بأوجاع الناس لانهم لم يعيشوها يوماً ، بل يتفنون في بث الخطابات وتحريض الناس على بعضها ، واختراع مفردات شوارعية والهاء الناس في القشور ، فقط لكي لا يبقى هناك من يتفرغ لمحاسبتهم وضربهم بالاحذية على جباهمم ووجوهم البشعة ، ونفسياتهم السوداء.
في المقابل ، وأمام هذا الانهيار الحاد في مستوى المعيشة وغياب ادنى الحقوق ، حتى باتت الدّابة في بعض الأحيان تعيش أفضل من كثيرٍ من العائلات ، ونخجل من قول هذا احتراماً للكرامات ، لا نرى الناس مستعدة لايصال صوتها ، فهي تهاونت عن فعل ذلك خلال فترة الانتخابات وها هي اليوم تخجل من التظاهر والضغط من اجل حقوقها في العيش الكريم كبشر قبل اي شيء آخر.
نفهم ان الجو الامني لا زال مخيَّما على المدينة ، ونفهم أن الناس التي تشارك في ايصال صوتها عبر الشارع تكون الاجهزة الامنية منتظرةً اياهم امام منازلهم لاعتقالهم ، لاننا في دولة اللاعدل واللاكرامة ، لكن ما نفهمه وعلى الناس ان تفهمه ايضاً ، هو ان الضغط الجماعي يخيف السلطة وهم يراهنون على عدم توحيد الشارع والناس ، لذا توحدوا من اجل ان تعيشوا ومن اجل ألاّ تموتوا من الجوع والبرد والذل.
إن الحياة وقفة شرف ..
