Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
متابعة: ابتسام غنيم
غالبا ما ينجح عمل فني من خلال كل المجموعة التي عملت فيه، واحيانا يسقط العمل ويبرع ممثل واحد في دوره، ومرات نجد في اعمال اخرى ديوهات تمثيلية بين الممثلين ترفع من مستوى العمل برمته.
جومانه شمعون التي شاركت مؤخرا بمسلسل” امير الليل” الذي يحظى بشعبية كبيرة مابين مؤيد ومنتقد له اي للمسلسل الا انني في نقدي هنا اركز على دور جومانه التي جسدت شخصية المرأة القروية ببساطة شديدة حيث تخلت عن جمالها وشبابها، فكانت زوجة المختار التلقائية ووالدة زينة التي تغرم بأبن عدلي بيك.
جومانة رغم مساحة دورها الغير كبيرة لكنها كانت سلسة بالتمثيل تمثل وكأنها لا تمثل، لا تفتعل ولا تنفعل ولا تكون اوفر في تجسيد مشاهدها حتى صدقنا فعلا انها زوجة المختار التي ترعاه وتصون بيتها وتعكف على تأمين مونة الشتاء وتخاف على ابنتيها من ان يغرر بهما احدا، ولا توفر نصيحة الا وتقولها على مسامعهما لا سيما زينة التي ارتبطت بأبن عدلي بيك الذي يفوقها مستوى من كافة الحيثيات.
وعند لحظة خروج ابنتها من دارها الى بيت الزوجية تنصحها ان تكون مطيعة لزوجها حتى لا تقع بمشاكل توصلها للطلاق الذي هو عار بالنسبة لتفكير امرأة لا تعرف ان في الدنيا دهاليز ومكائد وليست الحياة وردية كما في الضيعة.
ومن هنا صدقنا جمانة وهي تتلو على ابنتها النصيحة ككل ام قروية في تلك الحقبة، وفي مشهد وفاة ابنتها فجعت الام وبكت وقالت جملة” دخيلك يا الله ما تكسرني هالكسرة” قالتها بحرقة ودموع والم من دون ولوله ولا صراخ ولا حتى انفعالات اوفر فلو فعلت ذلك لما كنا صدقناها، قالتها اي للجملة بلغة المرأة البسيطة المؤمنة بقضاء الرب لكنها ترفض ان تصدق ان ابنتها قد ماتت فلجات الى التوسل لله تعالى من ان لا يدمي قلبها.
كان مشهدا قويا وعفويا جسدته جمانة ببراعة متناهية وجعلتنا ننصهر مع الام المقهورة بلا وعي.
هكذا يكون الممثل الحقيقي يشد المتلقي ويجعله يدخل معه الى اعماق الشخصية ويبكيه ويضحكة من دون فذلكات او مبالغة في الاداء.
برافو جومانة شمعون لمشهد الماستر سين الذي مثلته بإقتدار وكم من ممثلين مثلك هم نجوم متلئلة بأدوار صغيرة لكنها معبرة وترسخ بذهن الجمهور
