رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
جريمة، نعم جريمة بشعة بكل ما للكلمة من معنى، حصلت بالامس في منطقة رأس النبع في بيروت، أبطالها والد حقير لا يعرف من الأبوة والرحمة الا اسمها، وعناصر امنية رغم انها تقوم بما هو مطلوبٌ منها، الا انه كان من الأجدى، تقدير الموقف في حينها، وضحيتها ابن التسع سنوات، والذي يعاني من بعض الصعوبات التعلُّمية والذهنية
اقتحام عناصر قوى الامن برفقة الوالد الحقير لمنزل الزوجة، وأخذ الطفل من بين احضان أمه بالقوة والإكراه، بعد خلع معظم أبواب البيت، لهو مشهد وقح وبشع وجبان، مشهد لا بد وأن يُسقط عرش أعظم قاضٍ سواء أكان منتمياً لمحكمة مدنية أم دينية، مشهد يجعلنا نتحسر على لبناننا، هذا الوطن الذي أصبح كل شيء فيه مباح، إلا احتضان الأم لولدها
لم نسمع، ولن ولن نسمع، أي استنكار لما حصل، لا من مسؤول ولا خلافه، باستثناء الشعب المتعاطف كلياً مع الطفل ووالدته، أما المسؤولين فهم في وادٍ آخر، لا تهمهم مشاعر أمومة ولا صرخات وبكاء طفل، يكفي أن هذا الاخير ليس ولدهم، ليتحركوا لأجله
إن المشاهد البشعة التي شاهدها عموم الشعب اللبناني من منطقة رأس النبع، يندى لها الجبين، وتجعلنا نتحسر أكثر فأكثر، على بشاعة ما وصلنا إليه من زمن، وبشاعة عقولٍ ونفوسٍ باتت مجردة من نعمة الإنسانية، وسوداوية قلوب قضاة لم يعد يحكموا إلا بشرع أهوائهم ومصالحهم لا شرع الله والدستور والقانون