لا شكّ أنّ ما حصل في العنبر ١٢ داخل مرفأ بيروت ليس عادياً ، فهو حوّل بيروت لمدينة منكوبة بكل معنى الكلمة ، وجعل تلك المساحة الجغرافية مليئة بالدمار وروائح الموت في كل مكان ، وأدخل لكل شارع فيها وحارة وزارية وبيت الدموع والمآسي.
لكن عند التوجه صوب معرفة الحقيقة ، علينا أن نضع تلك العواطف جانباً ،أن نحاول تجاهلها حتّى، لتركيز الجهود صوب ما الذي حدث فعلاً ، لا ما حدث عبر الاعلام وما سمعناه من تحاليل معظمها يرتقي لمستوى “صناعة الكلام” لا الحقيقة.
في سلسلة الأجزاء التي ستقوم بها “تحقيقات” ، سنعبر الكثير من المخاوف ، لنصل ربما إلى خيوط أساسية من هذه الحقيقة.
لذا سنبدأ ضمن الجزء الأوَّلي بتلك التساؤلات البسيطة:
- العنبر رقم 12 مساحته 8000 متر مربع ، وهو مخزن يتّسع ل2750 طن أي حوالي 90 مقطورة ، والمخزن أو الهنغار مخصص للإيجار وهو بحوالي 3 دولار للمتر المكعب ، باعتبار أن الموقع هو من أغلى المستودعات في البلد ، أي ما يعادل 9 مليون دولار سنوياً، فيكون إجمالي المستحق 54 مليون دولار عن 6 سنوات ، فمن استولى على هذا المبلغ أو تغاضى عنه؟
- من سمح بالتخزين المجاني لهذه المستودع لمدة 6 سنوات ، أو من قبض المبلغ ؟
- كيف تركت الجهات الأمنية الأمر طوال سنوات ، واكتفت فقط بتوجيه رسائل إنذار للسلطات السياسية (كما قيل) والتي لم يعترف بتلقيها أحد؟
- إذا لم يسدد بدل الإيجار ولم يصدر إعفاء ، فمن هو المسؤول وصاحب القرار في وزارات : الأشغال العامة والنقل ، الداخلية والبلديات ، و المالية ؟!
يتبع … الجزء (1)