رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
سوريا/ علاء ممدوح حزاني
في أي مؤسسة حكومية قد يكون المدير العام فيها نزيهاً ولكن هذا لايعني بالضرورة ان كامل المؤسسة نزيهة او خالية من الفساد، وبما انه وبطبيعة الحال لايمكن لأيٍّ كان وبأيِّ طريقةٍ كانت لقاء هذا المدير فستكون الصورة لديه كما يوصلها من هم حاشيته، او أدنى منه، وبهذا قد يكون الفاسدون فعلياً هم من يحكمون ويوصلون الصورة التي يريدونها، لرأس الهرم في الإدارات والمؤسسات المعنية بمتابعة شؤون العباد، ليس لشيء سوى لرغبة في استمرار الوضع المتفلت، وفي هذا مكسب لعقولٍ وسخة
كتب احدهم على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي”الفيسبوك”، التالي
عبد الحليم خدام، مناف طلاس، رياض حجاب وغيرهم الكثير، كانوا في السابق ممن يصلح أو ممن سُمِّيوا باصحاب “القيادة الحكيمة”، هذا يعني ان ليس كل من له منصب مرموق هو بالضرورة نزيه، وقراراته صائبة بل قد يأتي الوقت لتكتشف انه جزء من هرم هذا الفساد المستشري
الفساد كان منتشراً بشكل كبير في سوريا قبل الحرب وفِي كل مفصل من مفاصل الدولة، ولكن بعد هذه الحرب بات بشكل اكبر بكثير وبدون اي رادع وبات مكشوفاً وملاحظاً من عامة الناس، لا بل ومؤثراً بشكل كبير في حياتهم
المواطن السوري اليوم يعيش حالة لايمكن للفقر ان تكون كلمة معبرة عنها بل قليلة جداً، حيث بعض الناس انتهج اُسلوب التطبيل و المراءاة لبعض الشخصيات ضباطاً كانوا ام وزراء او اي شخصية لها منصب، وفِي هذا إلغاء لمفهوم #المواطنة و #الحقوق_الاساسية و #الحريّة الحقيقية التي تُعد شعارات المرحلة ومستخدمة بكثرة ويُتغنى بها
قد كنت قلت سابقاً باني عندما أكون موالياً لجيشي وبعض سياسات الحكومة فانا اواليهم لأننا في حرب ضد #الارهاب ولاسترجاع امن الوطن والكل يتمنى ذلك ولكنني لست بموالٍ للفساد والنهج الخاطئ الذي تنتهجه الحكومة في التعامل مع أزمة تعصف بالوطن فهي لم ترتقي لان تكون حتى حكومة أزمة، فكل شيء اليوم خارج عن سيطرة الدولة، كما وان أداؤها لا يرتقي لان يَصْب في مصلحة المواطن والوطن
المظاهر المسلحة وحالة عدم الأمان موجودة اليوم حتى في المدن التي بسطت الدولة سيطرتها عليها والسرقة باتت علنية وبلا خوف، وجهاراً في وضح النهار، ناهيك عن الخطف والقتل والاجرام
أما المسؤولون بخطبهم التي لا اسميها سوى “بالحمقاء” يظنون بأن الشعب في الدرك الاسفل من الغباء والسذاجة ليصدق مقارناتهم، فصدقاً وبمشاهدتك لأي مسؤول يتكلم على شاشة التلفاز ستظن وللوهلة الاولى بأننا في سويسرا وان المواطن السوري لا ينقصه سوى السياحة الداخلية كانت ام الخارجية
اللوم هنا، هو ليس لاي مسؤول، إذ أن نظرته صحيحة فهو يعيش في احد القصور لاينقصه شيء ويقضي عطلته في اي مكان يريده مع حساب بنكي لا ادري ان كان قد ورثه عن احد المؤسسات التي يعمل بها، ولكن سرعان ماتعرف الحقيقة بان المواطن السوري اليوم يعيش الموت في درجة اقل من الفقر مفتقراً الى أدنى مقومات الحياة الكريمة
لا اعرف كيف لنا اليوم إصلاح مايحدث، ونحن نعيش هذا التقلب بين الأمل وانعدامه في آن، وهنا التمني بأن نحظى بالحياة الكريمة، فنظرة الأمل هي لوطننا الذي نريده متحضراً وفِي أعلى مكانة هو يستحقها حفاظاً على تاريخه العريق
ونظرة اللاأمل هي أننا نجد أنفسنا اليوم في غابة بكل ما للكلمة من معنى، لاندري متى سينقرض منها هؤلاء الوحوش ام انهم سيستمرون بالتكاثر وستبقى لهم #غابة ولنا أفخاخ وحوش الأخيرة