رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
أن تسمع أبواق السياسيين وهم يردحون كذباً وتآمراً على العباد والبلاد، وفي حساباتهم تتكدس الملايين
أن تشاهد مرجعيات دينية باتت تشكل عبئاً على الدين نفسه، وتختلق الفتاوى على قياس الزمن والظرف والمصلحة، أو أقله تقف متفرجة على انحلال كل القيم وفساد السلطات
أن تعرف أو تسمع وترى كل هذا، فاعلم أنك وصلت حينها إلى العراق، هذا البلد الذي تكالبت عليه ومن كل الجهات دول وتنظيمات وأحزاب، نقلته من بلد الخير والأمان، إلى سجن كبير فارغٍ إلا من القتل والدم والإنفجارات والسرقات والسمسرات وخيانة الوطن بأسره
انتهى العراق الذي كنا نعرفه، حتى بتنا اليوم نعيش مع عراقٍ جديد، فيه ما فيه من قتل أحلام الناس وطموحاتهم ومستقبلهم، عراق محكوم من عصابات لا بل مافيات سياسية ودينية، مترافقة مع مؤسسات أمنية تتخذ وفي أغلب الأحيان موقف المدافع عن مصالح الأطراف الأقوى على حساب أبناء وطنها ممن ظُلموا وتعرضوا لأبشع أنواع الإذلال
العراقيين اليوم يسعون للتخلص من كل هذا الجنون الذي يعيشون معه، وهم المدركين أن وطنهم ما عاد على وسع أحلامهم، فيما من يقف في صف الأحزاب الساقطة، هم ممن اضطروا مرغمين على ذلك كَرمى لعيون بضعة دينارات، ولو أن الوطن كان يتطلب تضحية استثنائية من هؤلاء، بدلاً من كونهم مجرد أدوات قد تنتهي مع انتهاء المشكلة
الشباب العراقيون مطلوب منهم ألاّ يقفوا في صف المتفرج، لأن السوء سيلحقهم رغماً عنهم، وأن صوت الحق وإن تعرض صاحبه لأي ظلم، لكنه يبقى أقوى من كل العنتريات، ليبقى الوطن صامداً رغماً عن أنوف المُراهنين