ليال جرجس –
كأن 7 أشهر تحمّل خلالها اللبنانيون النفايات المنتشرة على الطرقات ورائحها الكريهة بعد إقفال مطمر الناعمة لم تكن كافية…
اليوم، وللأسبوع الثالث على التوالي، تعبق مناطق بيروت، الأشرفية، الدكوانة، الكرنتينا، سن-الفيل، برج حمود، المتحف، التحويطه، فرن الشباك، الحازمية، الدورة وصولا الى جل الديب برائحة النفايات، التي يستمر نقلها من منطقتي المتحف وفرن الشباك مع ما تحمله من غازات مسرطنة.
روائح كريهة وسعال مستمر… انها المعاناة اليومية!
فالشاحنات التي تنقل النفايات المتراكمة الى مطمر الناعمة، تاركة وراءها بعض النفايات المتساقطة، لا تخلّف الروائح الكريهة التي تسرق النوم من عيون المواطنين فحسب، بل تنقل اليهم ما هب ودب من امراض لا تحصى ولا تعد.
احدى القاطنات في فرن الشباك روت لـ «الديار» عن الروائح الكريهة التي تنبعث خاصة في الليل مما يجبرها على اغلاق كافة النوافذ، واشعال المكيف حتى لا تختنق من شدة الحر مشيرة الى انه ورغم كل هذا، فقد باتت تعاني من السعال المستمر بسبب كل ما تتنشقه من روائح كريهة.
وفيما لفت رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان إلى أنَّ «رائحة النفايات منتشرة في كل مكان الا انها قد ازدادت منذ نحو اسبوعين ، مشيرا الى انه قام بتلزيم متعهد لإزالتها على ان تتم العملية بحلول يوم الأحد، إذ إنَّ شركة «سوكلين» لا تأخذ النفايات الجديدة بل فقط القديمة. في حين أنَّ الجديدة تحتاج إلى شهرين ريثما يتم توضيبها ونقلها إلى المطمر.
سوكلين: أكثر من 60% من النفايات المتراكمة أزيلت
قبل أربعة أيام من موعد مباشرة قاضي التحقيق الأول في بيروت غسان عويدات التحقيقات في ملف «سوكلين» وشقيقاتها بعد أحالة النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم في 25 شباط الماضي الملف، مدّعياً على «سوكلين» و«سوكومي»، إضافة الى الشركتين الاستشاريتين «لاسيكو» وD.G JONES SPARTNERS LTD وكل من يُظهره التحقيق من الموظفين بجرائم منصوص عليها في قانون العقوبات تتعلّق باختلاس الوظيفة واستثمارها، اكدت شركتا سوكلين وسوكومي أن أكثر من 60% من النفايات المتراكمة أزيلت منذ بدء تنفيذ الخطة في 19/3/2016.
المشكلة ليست بالرائحة بل بالكم الهائل من البكتيريا
الوضع غير محمول لا بل انه خطر، هذا ما اكدته طبيبة الاطفال د. هلا فغالي لـ «الديار»، محذرة من ان المشكلة ليست بالرائحة بل بالكمّ الهائل من البكتيريا التي تحملها الغازات والتي تسبب هذه الرائحة وتؤثر بشكل كبير على صحة الاطفال بشكل خاص، حيث انها تسبب بتقلص القصبات الهوائية التي تظهر عوارضها من خلال السعال المستمر، كما انها تؤدي على المدى البعيد الى امراض سرطانية.
واضافت فغالي، أنه عند نقل النفايات يتم تحريكها بعد ان تخمرت لاشهر مما يضاعف البكتيريا الموجودة فيها وبالتالي الروائح المنبعثة منها، معتبرة ان استعمال الكمامات ليس الحل، كما ان اقفال النوافذ واضاءة المكيفات قد يوقف الرائحة الا ان الهواء المسموم هو نفسه، اما الحل برأيها فهو ازالة النفايات في أسرع وقت ممكن.
هجمة فئران وصراصير؟
الا ان الخبيرة البيئية د. فيفي كلاب فقد ذهبت ابعد من ذلك، محذرة في حديث لـ «الديار» من هجمة الفئران والصراصير التي كانت تأكل من النفايات على المنازل ، واعتبرت «كلاب» ان القوارض المتغلغلة في النفايات ستهرب الى المجارير ومن هناك الى المنازل، ودعت السيدات للاهتمام باقفال البلوعات والمصافي باحكام خاصة اثناء الليل ووضع طبقة عازلة من المازوت في الاماكن المفتوحة. كما دعت البلديات لاتخاذ قرار سريع برش المجارير والجور الصحية اضافة الى رش كميات من الكلس في المناطق التي ترفع منها النفايات لقتل الانبعاثات، خاصة مع قدوم موجة الحر.
الامر يستوجب حلاً سريعاً… انها الخلاصة الوحيدة، بل النهاية الاكيدة التي ينظرها اللبنانيون.