بقلم : رئيس التحرير محمود جعفر
مع اكتمال إعلان اللوائح، باستثناء العدد القليل منها، ومع اقتراب انتهاء مهلة تسجيل اللوائح لدى وزارة الداخلية منتصف هذه الليلة الاثنين-الثلاثاء، بدأت فعلياً مرحلة الأحجام، وبات معها كل فريق يعمل بكل امكانياته لإثبات أنه الاقوى شعبياً، وكسب المقاعد الأكبر التي تُعطيه دفعاً في تثبيت ذاته وزعامته، خاصة أن المرحلة مستقبلية من تاريخ لبنان لن تكون سهلة على كافة الصعد، وحيث أن التحديات القادمة هي بلا شك مصيرية
الاشاعات وفبركة الأخبار هي من أهم عِدَّة هذه المعركة، لا بل من أهمها، لما لها من تأثير كبير في تقليب أفكار الناس وبث الأفكار المتناقضة بداخلهم، خاصة في المناطق التي تصلح فيها هكذا امور، ومنها على سبيل المثال منطقة الشوف وبعلبك، وخاصة في الأخيرة التي وللمرة الأولى في تاريخها الانتخابي منذ عقود، تقترب من ان تشهد معركة حامية غير محسومة النتائج مسبقاً، فالخرق مُتاح، وتغيير قواعد اللعبة السياسية هناك مُتاح، لذا فالجميع ينهمك في كسب الأرض لصالحه
المال الإنتخابي موجود وبدأ منذ فترة، وهو يرتفع منسوبه في دوائر وينعدم في أخرى وفقاً لظروف العملية ومقتضيات وعوامل الربح والخسارة، ومع صعود نجم الصوت التفضيلي بات المال الإنتخابي أولوية الأولويات ليس فقط بين الخصوم بل بين اعضاء اللائحة ذاتها، فكل مُرشح يبحث عن فرصة فوزه وبعدها “فليأتي الطوفان
الخطابات الانتخابية المتدنية بدأت هي الأخرى بالصعود، وهي فرصة الأحزاب لشدّ العصب معها، وهي تعتبر كذلك من ضمن الوسائل المطلوبة لخوض غمار المعركة الانتخابية، خاصة في دوائر مثل بيروت واستذكار 7 أيار 2008 عبر ربط هذا التاريخ بيوم نتائج الانتخابات المقبلة في 7 أيار 2018، أو كما جرى في بعلبك من اتهام الخصوم بأنهم دواعش هذا الزمن
المجتمع المدني العازم على التغيير نراه في هذه الانتخابات يعيش حالة ضياع، أو ربما غياب الرؤى، فبالرغم من العدد الكبير لمرشحي المجتمع المدني الا ان حضورهم يبقى دون المستوى المطلوب، وهو ما يُضعف دورهم ويشتت إمكانية خرقهم في بعض الدوائر، وأخطر ما لدى المجتمع المدني هو التسابق السلبي بين من يحملون هذا الخيار بدلاً من تنحي البعض عن عنترياته وطموحاته الشخصانية لمرشحين يتمتعون بالقبول المبدئي من كل جهات ومنظمات المجتمع المدني لتنصب الجهود عندها نحو مرشحين معروفين بدلاً من ان تتشتت الأصوات الانتخابية خاصة في دوائر يعتبر فيها الخرق أمراً متاحاً لا بل قد يكون محسوماً
هي لعبة احجام يسعى كل طرف لكسبها، وأمام الامتحان يُكرم المرئ أو يُهان.. والشعب يبقى مصدر السلطات، وعليه واجب الحفاظ على هوية هذا الوطن لا أمراء السلطة فيه