facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

إشكالية المقاومة في الإنتفاضة الفلسطينية| الكاتب حسين المولى

الكاتب : حسين المولى

درست إسرائيل بعمقٍ الأسباب التي جعلت الإنتفاضة الأولى عام 1987 تكرس وعياً سياسياً فلسطينياً قائماً على المواجهة الشاملة مع المستعمر الصهيوني، حيث أنشأت اللجان الشعبية في الأحياء بنية تنظيمية عملت على سد حاجات الناس خارج إطار البنية الإستعمارية ومؤسساتها، جعلت الممارسة النضالية، منظومةً متكاملةً من قبل جميع شرائح المجتمع الفلسطيني وفي كل المجالات غير العمل المقاوم المباشر

فعملت في اتفاق أوسلو، على الإعتراف بسلطةٍ فلسطينيةٍ تمثل الإحتكار السياسي، وتمتلك القرار الفلسطيني، تعطي شرعيةً قانونيةً لدولة الإحتلال وترفض العمل ضدها، وتكون كمتعاقد أمني يضمن للإحتلال ضبط المجتمع الفلسطيني وإسكاته، عبر القبول بالخطاب الإستعماري، والتعامل مع الجغرافيا التي رسمها الإحتلال باعتبارها معطى لا يمكن تجاوزه، فيما يسمى بالواقعية السياسية. بل وإقامة شراكة واعتمادية بين النشاط الإقتصادي الفلسطيني ودولة الإستعمار واقتصادها

حتى وصل المجتمع الفلسطيني إلى مرحلة الوعي المنهزم أو المهزوم، القائم على غياب الإرادة السياسية والوعي السياسي التحرري والرؤية الإستراتيجية، لضرورة وجود بنية تنظيمية شعبية للمقاومة

سيطرة هذا الوعي المنتج في أوسلو، جعل من أي انتفاضة فلسطينية مرهونة بالجغرافيا، وإن كنا اليوم في ردات فعل من دون أي رؤية إستراتيجية تحكمها، وقد يكون الذهاب إلى مواجهة أكبر مع الإحتلال دون تفكير مسبق أو تحضير لمشروع جماعي قائم على الأسباب التي تجعل من المقاومة الشعبية عملاً نضالياً يومياً مستمراً، مغامرةً خاسرة لن تغير في طبيعة العلاقة بين المستعمر والمستبد

مع عدم إغفال، أن القاعدة الشعبية الجماهيرية مستعدة دائما للتضحية من أجل إنجاح تجربة المقاومة. وإن اعتمد على التظاهرة الحدث، أي انتظار حدث بعينه للعمل الإحتجاجي

إذاً أمام الإشكاليات التي تعاني منها المقاومة الشعبية المحلية، تبرز الحاجة الى حوار جدي بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، من أجل الخروج من أزمة التشظي في الرؤية السياسية على الساحة الوطنية اليوم، وبناء رؤية وطنية موحدة وبرنامج سياسي، وإستراتيجيا نضالية تراكم نجاحات وتتجاوز الجغرافيا وتعزز الصمود، على أن ذلك لا يصح من دون مشاركة السلطة الفلسطينية التي عليها ان تتخذ القرار بالمواجهة السياسية، ووقف التنسيق الامني، وإلغاء أوسلو والعمل على الإنفكاك الإقتصادي عن إقتصاد الإحتلال، وبالتالي التركيز على ضرب البنية التحتية لنظام الإستعمار بدل التركيز على البعد العنيف للأفراد

  وعسى أن تكفر هذه السلطة عن بعض من عمالتها، وتقف الى جانب هذا الشعب المضحّي بكل شيء من أجل كرامة، أضاعها كل العرب إلا الشرفاء بالتواطىء مع البرجوازية الحاكمة في فلسطين

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

الدكتور جعفر: للإبتعاد عن لغة التخوين وتعزيز حضور الدولة

اعتبر مدير عام شبكة تحقيقات الإعلامية الدكتور محمود جعفر خلال لقاء صحفي ، أننا نحتاج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!