سارة السهيل : المساواة والحوار وحماية الصغار من العنف الاسري الاعلامي ركائز لمواجهة العنف.
: لآبد من تعديل قوانين الأحداث لمنع استغلال الصغار نظرا لعدم عقابهم فيؤدى لهروب المحرض والمستغل لثغرات قانون الأحداث
د. أسامة العبد : لابد من ايقاظ الوازع الديني لنشر الرفق واللين في محاربة العنف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعت الكاتبة العراقية سارة السهيل المجتمعات العربية الي ضرورة الاسراع في العلاج من سموم العنف عبر تطبيق المساواة بين أبناء الأسرة، وبين التلاميذ في المدراس، وبين العاملين في الوظائف الحكومية والخاصة، وبين المرأة والرجل .
وطالبت سارة السهيل، المؤسسات الثقافية والدينية بنشر ثقافة التراحم والتفاهم ونبذ التشدد والاعتماد على العقل، وابراز احترام المجتمع للاذكياء، ونبذه للعنف، مع فتح افاق الحوار بين الشباب والمسئولين لحل مشكلاتهم.
كما شددت خلال مشاركتها في فعاليات ندوة “العنف والمجتمع بين السبب والنتيجة ” التي احتضنها معرض القاهرة الدولي للكتاب في ختام دروته ال 48 ، وأدارها محمد السباعى مدير تحرير سلسلة عالم الكتاب بالهيئة العامة للكتاب، علي ضرورة معالجة البطالة بتوفير الوظائف حتي ولو في حدودها الدنيا وقيام مؤسسات المجتمع المدني في توفير شبكات من الوظائف التي تخرج العاطلين من كآبتهم لحماية المجتمعات من تحولهم لارتكاب الجرائم.
كما دعت سارة السهيل الي استخدام طريقة العلاج القصصي للاطفال المصابين بالعنف، حيث تساعد القصص على التخلص من عوامل الإحباط وتعمل على تطوير القدرات الإدراكية، ومن خلال القصص يدرك الطفل أن هناك العديد من الأطفال لهم نفس المشكلات، مما يخفف الضغط النفسي عنده.
وقال مدير الندوة: ” ان العنف هو احد أشكال العدوان وفعل العدوان الناتج عن اسباب كثيرة قوية مشيرا الي ان وجود العنف فى المجتمعات شىء طبيعى لكن عندما تزيد حدة العنف يتحول لظاهرة وتتحول الظاهرة الى ازمة، والأزمة اذا لم تعالج تتحول الى كارثة.
والتقط د. ايهاب عيد وكيل معهد الدراسات العليا للطفولة واستاذ الصحة العامة والطب السلوكى بجامعة عين شمس، طر ف الحديث واصفا العنف الأسرى بانه اساءة وانتهاك حرمة الأطفال بالمعاملة السيئة من والدية التى ليست بالضرورة ان يكون عنف بدنى أو ضرب ممكن عنف فى صورة انسحاب فرد من أفراد الأسرة تماما أو بالمعاملة القطيعة أو الإهمال أو الإزدراء أو الإحتقار.
وقال د. إيهاب عيد،انه تقدم لدار الإفتاء قبل ايام لانشاء جمعية تتولي وضع مناهج للزواج وتؤهل من يتزوج للحصول على شهادة فى التدريب فى معاملة الطفل أو شهادة معاملة المرأة أو الرجل أو الزواج نظرا للمآسى التى نراها.
واضاف د. ايهاب عيد، ان الطفل الذي يفقد والده او امه يعاني من ازمات نفسية حادة تترجم في شكل كوابيس وخوف وهلع دائم نتيجة افتقاره للأمان داخل مؤسسة الاسرة. كما حذر د.ايهاب عيد من عنف التعليم الذي يكرس للحفظ والتلقين بقسوة فظة علي الصغار.
الرفق علاج للعنف
من جانبه أكد د. أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الاسبق وعضو مجلس النواب وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ان الدين الإسلامى دين التسامح والرحمة والعفو وينبذ كل اشكال العنف مصداقا لقول رسول الله (ص) “ما كان الرفق فى شىء الا ذانه وما نزع الا شانه” .
واضاف د. اسامة العبد العنف ليس حديث بل قديم كلنا يعى قصة قابيل وهابيل قتل أحدهما الآخر، فالعنف سمة من سمات الطبيعه البشرية، وله أضرار صحية خاصة الطفل حيث يفقد مهاراته وقدراته العقلية لأننا دائما نعنفه فيحدث شللا او كسورا وربما الوفاة فى بعض الأحيان، بجانب والاضرار الاجتماعية كصعوبة التواصل مع الآخرين الشعور بالحقد والكراهية تولد العنف لدى الأطفال، واضرار سلوكية الشعور بالإحباط والإكتئاب تخريب الممتلكات ووقوع السرقات ربما الطفل يصل لحد رفض الذهاب للمدرسة مع ميله للتدخين وادمان المخدرات والميول الإنتحارية والخوف من حدوث الإعتداء.
ويشير د. أسامة العبد الي تأثير ضعف الوازع الدينى في نشأة العنف، بجانب قسوة الوالدين في تربية الصغار، وحتي عندما يحدث التفكك الاسري بانفصال الوالدين.
ودعا د.اسامة العبد الي ضرورة ان نعيد قيم احترام الاسرة، و إيقاظ الشعور الدينى والوازع الدينى من خلال دور المؤسسات الدينية كالأوقاف ومؤسسة الأزهر والمساجد والكنائس من خلال تبنيها قيم الرفق والدعوة لنبذ العنف واتخاذ اللين منهجا في الحياة كما أقرته الأديان السماوية، وتكريس قيم مساعدة الأسرة المحتاجة ودعمها.
قراءة في تناول العنف
وعن تجربتها في تناول العنف بكل انواعه، قالت الكاتبة سارة السهيل والحاصلة على دراسات متقدمة فى الصحة النفسية والعلاج السلوكى من العراق : ” اتخذت قضية العنف موضوعا في العديد من القصص الموجهة للاطفال، كما قدمت 21 مقال عن العنف بداية العنف ضد النفس كالناس التى تعنف نفسها واكثرها النساء، والعنف ضد ذوى الإحتياجات الخاصة، العنف الدينى، العنف ضد الأطفال وضد كبار السن، والعنف الفكرى، والعنف الطائفى، و العنف فى المدرسة، العنف اللفظى، وكذلك العنف فى العراق.
واعربت ” السهيل ” عن تمنيها بألا يشهد أي بلد عربي تجربة العراق المريرة، مشيرة الي ان العنف بالشوارع العراقية اصبح ظاهرة جديدة بدأ العنف كظاهرة فردية وانتقل ظاهرة بالمجتمع.
وأرجعت سارة السهيل العنف بالعراق لعوامل عديدة منها المناهج التعليمية التى تحولت لمواد للحفظ، ولدور وسائل الإعلام التى غيبت القدوة فى السينما والمسرح والمسلسلات بالبرامج التي تعرض مشاهد القتل والدم والعنف باستمرار بشكل اصبح معه المجتمع لايستهجن هذه المشاهد.
وتابعت ” السهيل ” قولها : كثير من اولادنا والأطفال عمرها 14 سنة بيشاهدوا هذه الأخبار بشكل مستمر سواء على التلفزيون والفيس بوك والإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعى شاهدنا الخادمات فى المنازل كيف تعذب الأطفال، وصور وفيديو ومشاهد ممكن تنبه ربات البيوت التى يتركن اولادهن لمربيات اجنبيات.
ودعت سارة السهيل لتأمل وسائل الإعلام الي تهتم بما تعرضه لصور العنف المخربة برامج أطفال وافلام الكرتون تحفزعلى العنف والأرق والقلق لأنه جالس امام شاشة تسبب له توحد فكرى مع نفسه أمام الأجهزة. ودعت لضرورة تحديد ساعات لمشاهدة التلفزيون ونوعية ما يشاهده الصغار تحت رقابة الأهل.
وأضافت سارة السهيل انه تشير التقديرات العالمية التى نشرت من قبل منظمة الصحة العالمية ان واحدة من بين كل ثلاث نساء يعنى 35% فى أنحاء العالم يتعرضن للعنف من قبل ازواجهم او غرباء 38% من النساء يتم قتلهم على يد شركائهم بالعالم . كما حذرت من العاب الفيدو جيم التي تكفى لتدمير أمه كاملة، بما تحتويه من نماذج حرب وقتل وأسلحة ودمار، معتبرة ان هذه الالعاب جزء من نظرية المؤامرة لتدمير الشعوب العربية. كما حذرت من بعض الجمعيات التي تتستر تحت عباءة الخير بينما تكون اغلبها ارهابية مثل منظمات المسلحة داعش وغيرها والفيس بوك وتويتر وسائل التوصل الإجتماعى، التي توظف هذه الوسائل في تجنيد الصغار للقيام بجرائم العنف والارهاب.
وتوقفت سارة السهيل، عند العنف الأسرى، كعنف المرأة ضد الرجل وعنف المرأة للمرأة، وتجاه نفسها، راصدة اسباب العنف من بطالة مخدرات وادمان الكحوليات فى العراق، وثقافة الثار لدي بعض المعتقدات العشائرية بالعراق مثل فى مصر الثأر بالصعيد والأماكن التى بها تجمعات قبلية تؤمن بالثأر والعنف بوسائل الإعلام والعنف بالمدارس العنف بالجامعات الناتج عن بلطجة.
وشددت ” السهيل” علي أهمية اصدار القوانين الصارمة للحد من العنف ومواجهة رفقاء السوء وعلاج المشاكل العائلية لانهاء التفكك الأسرى ومحاربة التسول الذي يلجأ اليه الاطفال في العراق ويتخذونه كمهنه لهم. فعند الرومان العنف افراط فى القوة خرق القوانين وانها ضد الحرية المطلقة التى تؤدى للعشوائيةالإنفلات نحن نريد قوانين محكمة تمنع هذا الإنفلات الأخلاقى والعشوائية ، حريتك تقف عند حرية الآخر سواء بفكره واعتقاده الدينى .
واستعارت سارة السهيل قول فرويد: “الإنسان كائن عنيف وعدوانى بطبعه يتم تربيته على هذه الرقة وتهذيبه وتأديبه ” لتؤكد علي امكانية تهذيب السلوك البشري عبر تعرية العنف وفضح خطورته وابراز حقيقة ان عقاب اطفالنا ليس من الإنسانية، وعقوبة المرأة بالقتل للشك فى سوء اخلاقها والجلد وغيرها تتطلب ان نعيد النظر فى موروثاتنا ومعتقداتنا لانها مظاهر لجرائم عنف ضد الانسانية وضد الرحمة والسلام الاجتماعي .