بقلم: الشيخ عباس أمين حرب العاملي
نقول ان المحصلة النهائية لمشكلة التطرف الديني تكون المواجهة بالفكر قبل الرصاص أي بإصلاح الأفكار قبل كل شيء، أي إصلاح الفكر الديني و(الفكر الديني هو الجوهر) والأساس وعلى أساسه تقوم رسوم الدين وأعماله.
هذا إذا كنا لا نطلق الكلام جزافاً، هذا إذا أردنا حلاً جذرياً لمشكلة التطرف من الأساس ويقيني أن الحل الجذري لمشكلة التطرف غير وارد على الإطلاق.
فالانظمة عندنا لا تحب الحلول الجذرية وتفضل عليها أنصاف الحلول ومحاولة التهدئة وإرضاء جميع الأطراف الداخلية والخارجية.. فان الحكومات تحتاج إلى نوع من التطرف والإرهاب المدجن أو المستأنس لتخيفنا به وتجعلنا نرضى بها بديلاً عن ذلك الوحش القادم.
كيف يمكن أن تقوم دولة تدعي الإنتماء للإسلام وكل الأسس التي يعتنقها دعاة هذه الدولة تخالف القرآن الكريم وتخالف ما كان يعرفه رسول الإسلام.
هناك فساد ديني ارتدى زي الحق، وهناط باطل عاش بيننا طويلاً حتى حسبناه أصلاً من أصول الدين.
فكيف نقيم على الفساد أو الباطل دولة إسلامية تشبه الدولة التي أقامها رسول الإسلام ؟
إننا لو تخيلنا رسول الله (ص) يسير بيننا لأنكر كل شيء مما نفعل، إلى غير ذالك من الأقاويل التي نسبناها إليه والتي لا يعلم عنها شيئاً.
إن عصرنا الراهن شهد مشروعات فاشلة لإقامة دول على أساس إسلامي فلم نرَ منها إلا كل ما يسيء للإسلام، لأن الأسس الدينية الموجودة لدينا علاقتها واهية بالإسلام الذي عرفه رسول الله محمد (ص).
وهذه الكلمة لمن يريدون رضا الله تعالى: (أولئك الذين يعملون بإخلاص للحق ولكن تغيب عنهم الحقائق).
وأملي أن يراجعوا أنفسهم ويتفكروا في لحظة صدق مع الله تعالى ومع النفس.
أما الذين وهبوا أنفسهم للإحتراف الديني السياسي فلا أمل في الحوار معهم .
والحمد لله رب العالمين