سارة الشامي
تشهد محطات التلفزة العربية منذ التسعينات إستيراد لعدد كبير من المسلسلات الآتية من مختلف أنحاء العالم وهذه الظاهرة أصبح معتاد عليها الجمهور العربي، فهي أضحت جزء لا يتجزء من يومياته وأسلوب حياته، ومع هذه الأعداد الهائلة من المسلسلات الأجنبية المحتلة لشاشاتنا شهدنا ظهوراً خجولاً منها، لكن هذه المرة من شرق آسيا وتحديداً من كوريا الجنوبية.
على هذا الصعيد إستطاعت المسلسلات الكورية بفترة قصيرة جداً من الإنتشار والتوسع على مستوى عالمنا العربي، مكوِّنةً قاعدة جماهرية من محبين ومتابعين لها، لا يكتفون بما تقدمه شاشات التلفزة التي لا تزال تنتقص من أهمية عرض تلك الإنتاجات فيعوضون عن ذلك بإعداد وتصفح مواقع إلكترونية تختص بنشر تقارير وأخبار تواكب آخر المستجدات حيال الإنتاجات الدرامية الكورية.
فتعلقنا بها دفع العديد منا الى تعلم اللغة الكورية أو دراسة تخصصه الجامعي في كوريا دون أن نغفل عن الصداقات التي تكونت بين أشخاص لم يلتقوا سابقاً لكن حبهم المشترك للدراما الكورية قربهم من بعضهم البعض.
ما يميزها هو قربها من إدراكنا الحسي، وإستجابتها لمتطلبانتا العقلية والعاطفية، كحصيلة لما توصل له أولئك الذين يعملون في هذا المجال والبعد الذي حققوه في فهمهم للطبيعة البشرية، مما مكَّنهم من خلق أحداث ونسج قصص مبنية على لغة العاطفة، لتحدث فيك فوضى في الحواس هدفها الإمتاع وإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا “أي المشاهدين الذين قضوا برصاصة حب طائشة” على يد أنبلّ القتلة تحت ما يسمى” الدراما الكورية”.
وكم كانت كثيرة المرات التي أشبعت فيها خيال “جامح يود” على إثرها المُشاهد أن يمر بتجربة مماثلة لها حتى ولو أدمت بها القلب.
لهذا مع الإنتهاء من مشاهدة أي من المسلسلات الكورية، ستكتشف أنك لم تسلم من تأثيرها عليك وأنك تلقيت شحنة من العواطف والأحاسيس ستُبقيك متخبطاً بين سحر الخيال وواقع الحياة العدمي.
عوامل عدة ساهمت بنجاحها إنطلاقاً من توافر الموارد المالية المستعدة للإستجابة مهما وصلت اليه تكلفت الإنتاج، بغية خدمة القصة أو الفكرة التي قام عليها العمل وهذا نابع عن إيمان وثقة بأن لديهم من المواهب ما يستحق إبرازها.
ومن هنا نجد أن للقصة دور بارز ومهم في نجاح أي عمل تلفزيوني، فالبرغم من إختلاف وتنوع الدراما الكورية الا أن المشترك فيها هو السعي لرفع أذواق المشاهدين، والحؤول دون الإستخفاف بعقولهم، أي بمعنى آخر إفساد الذوق فلا نعُد نتقبل بسهولة أي مادة تقدم لنا مع ما تطور لدينا على إثر مشاهدتنا لتلك الإنتاجات من دقة في النقد والتحليل.
حيث نجد أن معظمها قد مُزجت أحداثها بخيال يعتمد على الحنكة العالية على إمتداد حلقات لا تتعدى العشرين، ومع هذا العدد المحدود من الحلقات الذي أعطى بموجبه كثافة في المحتوى فأبعد الروتين المعتاد وأضفى متعة في المشاهدة، خاصةً مع وجود عامل الإثارة والترقب مما ينعكس حالة من حبس الأنفاس وحماسة تظهر على إثرها إما الإبتسامة التي تُضمر إعجاب على المقدرة العالية في خلق أروع الأحداث وأكثرها تشويقاً، وإما الدمعة التي تنهال بسهولة وبطريقة لا إرادية على مشاهد عاطفية تدغدغ الحواس وتذيب القلب وهنا تكمن قوة المسلسلات الكورية.
أما الفضل الأكبر لتوصيل هكذا أعمال فيعود لقوة الممثل، حيث أبدى معظم الممثلين الكوريين مقدرة عالية في التمثيل، فجسدو أدوارهم بحرفية مكنتهم من تقريبها للمُشاهد، باعثين فيها الحياة بعد ان كانت عبارة عن شخصيات هي مجرد حبر مكتوب على ورق, وهذا يشير الى مدى فهمهم للشخصية وقدرتهم على تقمصها، مما سمح لهم بالتأثير على المشاهد وإقناعه حيال حقيقة ومصداقية ما يراه ويسمعه، وكأن القصة تحدث أمامه مباشرة ليصبح من بعدها مسلوب القوى ومأخوذ بحواسه عبر أحداث يعيش معها ويتفاعل مع أداء من هم ممثلين فيها هذا الأمر أكسبهم شهرة واسعة تعدت القارة الآسيوية.
كل ذلك يدل على وجود طاقم عمل يسعى الى توحيد طاقاته لصنع أكثر الأعمال تميزاً وتفرداً تبقى في ذاكرة من أحبها وتأر بها. فالإعجاب الذي نكنه للدراما الكورية هو نجاحهم بتقديم أعمال تستجيب لأذواق المشاهدين قليلة الثغرات ومتقنة الصنع, لكن في نهاية الأمر لست هنا لأعمم أن جميعها كاملة وخالية من الشوائب فهنالك بطبيعة الحال الجيد والرديء منها أما بعض ما أنصحكم بمشاهدته فهو :
- Stairway to heaven
- The King 2 hearts
- Sad love story
- I miss you
- Empress ki
- Secret love
- Beautiful mind