رصد ومتابعة – شبكة تحقيقات الإعلامية
علّمتنا أساليب الدولة اللبنانية الشنيعة ، أن نتعالى عليها حتى تُبادلنا الإحترام ، أن نجعل من أبسط الأمور بمثابة قضية رأي عام حتى ينال المجرمون عقابهم ، أن نتّحد ضد الظلم حتى نستعيد بعضاً من الحقوق.
قضية رزان الخطيب هي واحدة من آلاف القضايا العالقة في هذا البلد ، حيث ينتصر الظلم ويعتاد المظلوم على السكوت ، وبالتالي تُصبح ثقافة المحاسبة معدومة ونيل الحقوق دونه عقبات ومصاعب.
عشرات الشهود أكّدوا أنّ الشابة رزان الخطيب كانت تتعرض للتعنيف من قبل عمّتها ، التي أصبحت وصية عليها رغم وجود والدتها ، وذلك بعد وفاة والدها في الخارج ، لأنّ الوالدة تزوجت فانتقلت الوصاية منها إلى العمة ، هذه الأخيرة التي سرقت مالها ومال إخوتها ، وكانت تنال منهم ضرباً وتعنيفاً ، فضلاً عن الكلمات النابية كل يوم ، إلى أن قررت رزان أن تتخلص من حياتها، بتحريض من عمتها ، ففضلت الموت على كل هذه الحياة القاسية التي كانت تعيشها مرغمة كل يوم.
ورغم أنّ رزان وإخوتها يعيشون في منزل مستقل ، في ذات المبنى حيث تعيش عمتهم ، لكن الأخيرة أصرّت على إستكمال لا انسانيتها تجاهها وإخوتها ، فوضعت نفسها موقع العدو الأكبر لفتاة ، كان يجب أن تكون أكثر عطفاً ورحمة عليها.
والأسوأ من كل هذا ، ما وصل إلينا مؤخراً عن قيام العمّة بنقل حاجياتها إلى حيث منزل رزان وأخوتها ، لتسكن فيه بعد وفاة رزان وذهاب اخواتها للعيش مع والدتهم.
فلماذا لم تُبادر الأجهزة الأمنية حتى اليوم على استجواب العمة ( بأضعف الإيمان) ، عوضاً عن ترك القضية تموت؟!
قضية رزان الخطيب باتت برسم الرأي العام ، فرزان ورغم موتها ، تنتظر عدالة الأرض كما السماء.