عندما يتعلق الأمر ببناء شركة ناجحة، فهناك حقًا طريقة لتحقيق ذلك. عليك بقراءة ما يكفي من المقابلات، والاستماع إلى عدد كافي من المديرين التنفيذيين الذين يتحدثون عن مسيرتهم الصعبة ورحلة صعودهم، فحينها ستبدأ في عقد المقارنات واستخلاص أوجه التشابه بين الخبرات المختلفة -مهما يكن مجال العمل والصناعة.
إلا أن النجاح لا يعتمد على تحصيل الإنجازات فحسب. في الواقع، أكثر الشركات نجاحًا، لا تعتمد في قياساتها على المُحصِّلة النهائية ومجموع الإيرادات، بل العملية والمراحل التي مروا بها وأوصلتهم إلى تلك النتائج في النهاية. كما يُعد مستوى الكفاءة والعادات الطيبة على نفس القدر من الأهمية، بل ربما أكثر قليلًا. إذًا، تُرى ما الذي تبدو عليه تلك العادات الطيبة؟
الركن الأول: “السيولة المالية تُمَثِّل كل شيء”
يقول أرون ويبر، المدير التنفيذي لماديسون وول (MadisonWall)، شركة رأس المال الاستثماري (رأس المال المغامر)، والشركة المنظمة لمجموعة من الوكالات الإبداعية، “لا يمكنك إدارة عمل ما، على أمل الحصول على مال، أو مدفوعات مستقبلية. فإن المال هو المقياس الذي يهم حقًا، ويجب أن يكون المقياس الأساسي لنجاح شركتك في كل مرحلة من المراحل التي تمر بها”. وأضاف، “وجود مبلغ مليون دولار في الفواتير المُستحقة غير المُسددة، يبدو عظيمًا، إلا أنه لن يجدي نفعًا إن لم تتمكن من سداد إيجار الأسبوع المُقبل. يجب أن يتوافر معك مبلغ نقدي فعلي في حساب البنك، محفوظ جانبًا تحسبًا لظهور أي من تلك العقبات الحتمية”.
واسترسل في حديثه الذي يشرح فيه كيف أن الشركة الناجحة، هي تلك التي تمارس الحصافة المالية، وتعيد استثمار أموالها في العمل مرة أخرى. ويقول إنك إن استطعت وضع عادات إنفاق جيدة، وتمكنت من المحافظة عليها مع وضع ما سبق في ذهنك، فإنك لن تحافظ على عملك فحسب، بل ستدفعه لينمو ويكبر شيئًا فشيئًا. وإن لم تقم بذلك، فإن فُرص نجاح عملك واستمراره في السوق، تكون ضئيلة للغاية. فإن الأموال، بكل أسف، لا تُصلح العادات السيئة، بل في الحقيقة تزيدها سوءًا.
الركن الثاني: القيادة التي لا يحركها الغرور وحب الذات
كثيرًا ما أجد أصحاب المشاريع من الشباب الذين يدفعهم الحماس الزائد للتفكير في اللقب الذي سيطلقونه على أنفسهم، وآخرون يضيفون لقب “المدير التنفيذي” في الملف التعريفي لحسابهم على موقع تويتر — فقط لأنهم أنشأوا موقعًا إلكترونيًا واختاروا اسمًا لـ “شركتهم”.
يقول أندي فريزيلا، المدير التنفيذي لفيرست فورم “1st Phorm”، شركة مُكملات بناء العضلات، “إن كنت حقًا تريد بناء فريق مُخلص، عليك أن تعي أن الأشياء ليست جميعها تتعلق بك وتتمحور حولك. لا يجب أن تكون أنت محل الاهتمام، خاصةً كونك المدير التنفيذي. بل تتمثل مهامك في محاولة تسهيل حياة الآخرين، ومنحهم الفرصة للقيام بالعمل على الصورة الأمثل. أنت المُنَسِّق والمُدَرِّب، ولا يجب أن تكون نجم الفريق”.
الركن الثالث: لا يمكن ربط الإنتاجية بالمكاتب الصغيرة وبيئة العمل المُغلقة
جيم كويك، المؤسس والمدير التنفيذي لـ كويك للتعليم “Kwik Learning”، والذي شغل منصب المدرب الذهني والنفسي للعديد من المديرين التنفيذيين الرائدين والشخصيات المشهورة، يتحدث عن الانتاجية وتدريب الذهن في مكان العمل فيقول، “نزداد وعيًا يومًا بعد يوم بأن العمل لمدة ٨ ساعات متصلة، وعلى مدار ٥ أيام أسبوعيًا، قد لا تكون الطريقة الأكثر إنتاجية لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في العمل. في الواقع، بدأت العديد من الشركات تعي أن منح موظفيها مساحات أوسع من الحرية والتعامل بمرونة أكبر، يؤدي لإخراج العمل بجودة أفضل. وقد لا يحدث ذلك في ساعات العمل ما بين التاسعة صباحًا والخامسة عصرًا. ولا بأس في ذلك.
قد يقع الكثيرون -وخاصة القادة والمؤسسين الجُدُد- في فخ التفكير بأن عدد ساعات العمل يُعد مقياسًا للإنتاجية أو النجاح. إلا أن الحقيقة عكس ذلك تمامًا. في الواقع، العديد من رواد الأعمال اليوم يعملون وفقًا للاعتقاد بأن عدد ساعات العمل يُعد مقياسًا ضعيفًا، والأهم هو المنتج النهائي. فإن كنت تقوم بالعمل في نصف عدد الساعات، وبينما تعمل من المنزل، فذاك أمر عظيم. فقط قُم بعملك، وقُم به جيدًا.
الركن الرابع: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون خدمة العملاء لديك سيئة
يقول زونج، “إن كنت تريد معرفة ما تبدو عليه خدمة العملاء حقًا، فعليك الدخول إلى عالم أزياء فساتين الزفاف. العملاء لديهم اختيارات محددة بدرجة كبيرة، وأنت كشركة، تتعامل مع مناسبة هامة للغاية لأولئك العملاء: يوم زفافهم. حتى يتمكن فريق عملك الداخلي من العمل بفاعلية كبيرة، عليك أن تتأكد من أن هناك طريقة للتواصل تتيح لجميع الأفراد الإعلان عن الأمور التي لا تسير جيدًا حتى يمكن حلها. دائمًا ما نشجع أعضاء فريق العمل على طرح الأسئلة، وسؤالهم عما يعانون منه من مشكلات، وما يحتاج إلى تفسير وتوضيح في العملية بأكملها، وغيره من الأسئلة. نود أن يشعر الجميع بأن صوتهم مسموع”.
كما استمر بالشرح قائلًا أنه، على الجانب الآخر، خدمة العملاء التي تصل إلى أعلى المستويات وتتخطاها، هي تلك التي تبدو في صورة فاتنة وأنيقة. فشبكة الإنترنت متاحة للجميع كي تجيب لهم على معظم ما يجول بخاطرهم من أسئلة. لكن، عندما يلجأ إليك العميل، فهذا يعني أنه يحتاج إلى شخص، يساعده في مسألة محددة خاصة به. وكلما كانت التجربة إنسانية وفاتنة، كلما زادت احتمالية رجوع العميل للتعامل معك مرة ثانية، لأنه يثق فيك.