اعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب السابق جبران باسيل، في حديث لصحيفة “الجمهورية” ،
أن “بقاء الحكومة وتطيير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امران مهمّان، ولا يجب ان تكون القاعدة تحقيق الأول على حساب الآخر، وأموال اللبنانيين لا يمكن ان تعود ولا يمكن تحقيق خطة تعافٍ بوجود رياض سلامة
فهو ينفّذ مشروعاً مبرمجاً بأجندة خارجية، وسياسته المالية قائمة على قاعدة حماية نفسه من كل ارتكا باته على المستوى الشخصي والعام.
وبالتالي برنامجه يتناقض مع أي خطة تهدف الى إعادة اموال الناس”.
اما بالنسبة الى ما سُرّب عن موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من خلال ملا حقة سلامة، فاعتبر باسيل “أنّهم يحمون بعضهم”،
مذكّراً “انّ التيار لم يسمّ ميقاتي بل ربطنا الثقة بأداء الحكومة، ومع ذلك لا يمكن أن يبقى البلد ينتظره كي يبادر”.
وأضاف: “في الموازاة أرسلنا كتاباً الى مجلس النواب لمساءلة الحكومة ولم يتحرّك المجلس، ولذلك نحن في اتجاه طلب حجب الثقة عن الحكومة.
لافتًا إلى أنّ “التيار الوطني الحر تقدّم بمشروع منذ أكثر من سنة لرفع اجور العاملين في القطاع العام، فكيف يستطيع العسكري الذهاب الى الخدمة وراتبه يساوي صفيحتي بنزين؟
فما هو الطارئ أكثر من توقف عمل مؤسسات الدولة، ومن أين ستأتي موارد الدولة إذا كان موظفوها يداومون مرة اسبوعياً؟”.
وأضاف باسيل: “اما بالنسبة الى مجلس النواب الذي يقصّر بواجباته في مساءلة الحكومة او في إقرار القوانين، ألا يشعر بمسؤولية امام ما يحصل في البلد؟ ألا يرى انّ الحكومة التي أعطاها ثقته لا تجتمع؟
فإذا لم يتحمّل مجلس النواب المسؤولية لدفع الحكومة الى الاجتماع، من المؤكّد اننا سنفكّر بكل الخيارات المتاحة.
فإذا كان الخيار بين عدم وجود حكومة وحكومة غير فاعلة، الأفضل الذهاب الى تشكيل حكومة أخرى. وليس الحل بالقول “ما بتحرز ونروح على انتخابات نيابية”.
وبحسب باسيل هذا “السيناريو التعطيلي” يأتي ضمن “المؤ امرة على الرئيس ميشال عون وعلى البلد، أي للذهاب الى الانتخابات و”البلد فارط”،فتزيد النقمة ومشكلات الناس.
ومن الواضح انّ المستفيد من هذا الوضع، فريق كبير لديه مصالح انتخابية وسياسية لتحقيق هدفه من خلال ضر ب الرئيس”.
ولا يتخوف باسيل من عدم حصول الانتخابات لأنّها ستحصل، انما يتخوف من “إيصال الناس الى حالة انفجا ر اجتماعي”.
وفي رأيه “انّ المايسترو الذي يقوم بتغيير اللعبة لن يسمح بانفجا ر اجتماعي، بل هو يدوزنها لإضعافها وابقائها معلّقة، دون السماح لها بالانفجا ر، لكي يتمكن من إجراء الانتخابات وفق أهوائه”.
ورأى باسيل أن “لا احد يعلن نتيجة الانتخابات قبل وقتها. وليس صحيحاً انّه سيكون هناك رابح أكبر. البعض يسعى للحصول على الاكثرية. وإذا كانوا يحمّلون المسؤولية للأكثرية، فهم كانت لديهم الأكثرية بين العامين 1990 و2018.
فليقولوا لنا أين للتيار اليوم أكثرية؟ ومن هو الطرف الذي يتنازع معه التيار في البلد سياسياً؟”.
ويشير الى “انّ خبرية الأكثرية هي أسطوانة يعلكها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لتحميلنا مسؤولية أمر هو جزء منه.
فهو من شارك في حكومات الطائف، وما زال جزءاً منها ويدافع عنها ويقاةتل لأجلها، ويستشر س في الدفاع عن حاكم مصرف لبنان وتصوير رئيس الجمهورية بأنّه المسؤول عن كل ما حصل في البلد، بغية الكسب الانتخابي.
ان نتائج الانتخابات ستكون محبطة للذي يسوّق انّها ستصنع التغيير لمصلحته، لانّها لن تفعل”.
وتابع باسيل: “نريد ان تشارك الناس في الانتخابات لأنّها القاعدة الصحيحة التي تصنع التغيير.
الّا انّ قواعد النظام للأسف والاكثريات او الكتل التي ستنبثق من الانتخابات لن تستطيع تغيير معادلة النظام ولا التوازن الموجود.
بمعنى انّ الفروقات صغيرة، لو ادّت الى تغيير بأكثرية مزعومة. البعض يقول انّ هناك 8 و 14، وهو حساب تبسيطي. فحتى اذا تغيّرت الاكثرية المزعومة بهذا التبسيط، فهي لن تغيّر شيئاً”.
ورأى باسيل “انّ التغيير الفعلي يكون جزئياً بالانتخابات، ولكن فعلياً يكون بتغيير النظام السياسي، والاقتصادي والمالي، وهذا هو التغيير الكبير”.
ويغمز باسيل من قناة القوات، معتبراً، أنّ “القول اذا ارتفع عدد تمثيلنا فسينخفض سعر الدو لار، أمر مضحك ومستغرب.
هذا كذ ب على الناس وتسويق للو هم”، متسائلاً: “هل يمكن البعض تشكيل حكومة من دون حز ب ا لله؟”.
معتبرًا أن ” التغيير الفعلي يتمّ عبر الحوار او بتعديل الدستور لتغيير النظام، ولمن يقول لنا انّ التوقيت ليس مناسباً، نسأله: متى هو الوقت المناسب؟”.
وكشف باسيل عن آخر لقاء له مع السيد نصر ا لله، ويقول: “تكلمنا في أمور كثيرة وايضاً في الانتخابات، واللقاء مع السيد يأتي منه دائماً العافية”.
وعن العلاقة الراهنة بينه وبين حز ب ا لله، اعتبر باسيل “اننا اليوم في حالة من عدم التفاهم وعدم الصد ام. اي عدم طلاق وعدم تفاهم”.
مضيفا :”قلت انّ الثنائي مسؤول بالمباشر عن توقيف عمل الحكومة، وبالتالي كل شيء يحصل في البلد سببه توقف عمل الحكومة”.
وعمّا اذا كان يعتبر انّ حز ب ا لله ما زال وفياً لوثيقة التفاهم، لفت باسيل الى انّ “العلاقة مع الحزب أبعد من الوفاء، بل تتعلق ببقاء البلد.
لأننا اذا وصلنا مع الحزب الى عدم القدرة على معالجة المسائل الكيانية فهذا سيطرح علامات استفهام كثيرة حول الوطن وصيغته وهويته ووجوده، ولن ينعكس بالضرر على طرف واحد منا بل علينا معاً”.
وشدد باسيل على أن “المقا ومة لا يمكنها ان تبقى من دون وجود دولة وحدود ووطن، بل هي ترتوي من احتضان الناس لها، وهذا الذي أحياها.
لذلك ستضعف هذه المقاوةمة من دون وجود وطن. في المقابل نحن ايضاً لا يمكننا تحقيق مشروع الدولة اذا بقينا في “العدم” اي لا دستور ولا قانون، مع غياب عمل المؤسسات وعمل مجلس النواب ومجلس الوزراء والمجلس الدستوري والقضاء.
واذا لم نتفاهم نحن وحز ب ا لله كمكونين أساسيين في البلد لن تكون هناك دولة.
لذلك اكرّر أنّ علاقتنا مع حز ب ا لله هي ابعد بكثير من موضوع الوفاء الذي يعبّر عنه السيد نصر ا لله.
وعّبرت عنه شخصياً مراراً ونعيشه في الوجدان. انما اليوم القضية لم تعد قصة وفاء انما قصة وجود البلد”.
وتعليقاً على تصريحات رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الاخيرة، أوضح باسيل :”انا لم أقل انني سأتحالف معه.
أنا قلت وما زلت اقول اليوم اني مستعد للتفاهم مع المردة، لأنني لست انا من “خا نقهم” بل هم من “خا نقوني”، ولم اتناولهم مرة في الاعلام، فليراجعوا كل التصريحات التي ادليت بها.
هم الذين يهاجمونني في الاعلام، أما اذا تكلمنا بعضنا مع بعض فهذا لا يعني انني اريد التحالف مع المردة انتخابياً.
فالتحالف الانتخابي يتطلب مصلحة انتخابية ويتمّ درسه ويُعاد النظر فيه، انما ليس له علاقة بالتفاهم والحوار بعضنا مع بعض، واعتبر انّ ذهاب فرنجية الى قصر بعبدا “كان يجب ان يحصل منذ سنتين واكثر.
وانا سعيتُ اليه، خلافاً لما يُقال، ولو انّ فرنجية يختلف معي، ولست انا من اختلف معه، ما علاقة رئيس الجمهورية بالامر؟ من الجيد انّ رئيس الجمهورية قد دعاه وهو لبّى الدعوة، وهذا الامر مفيد جداً. لذلك يجب الفصل بين التفاهم والتحالف الانتخابي، لأنّهما امران مختلفان”.
وعن العلاقة مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، اعتبر باسيل أن “الفارق بيننا وبين الآخرين اننا نعترف بغيرنا، ومهما كان الخلاف السياسي، فلا يمكن نكران تمثيل سعد الحريري.
وكيف يمكنني عدم التعاطي معه وهو يمثل شرعية كبرى بين الناس وفي المجلس النيابي ومجلس الوزراء؟
وكما دافعت عنه في السابق وفي كل مرة يقع عليه الظلم او خطر، سأقف الى جانبه، وهذا لا علاقة له بالتفاهم الرئاسي او غيره.
هذه واجباتنا تجاه بعضنا البعض كلبنانيين. ولن اقف مع الغريب ضد ابن بلدي. نحن لا نحقد بالسياسة”.
وردا على سؤال حول امتلاكه حاصلاً انتخابيا في البترون، أجاب باسيل :”انا سعيد جداً بما يحضّر بعض القوى لصرف الامو.ال في البترون والقضاء، لأنّ المنطقة ستستفيد بسبب جبران باسيل، ليس فقط في الإنماء بل في تدفق الامو ال من أجل محا ربتي.
لذلك اقول للذين يعرفون انفسهم: أكثروا من دفع الامو ال بمقدار ما تشاؤون، وليستفد ابناء المنطقة وبعد النتيجة نتكلم”.
واضاف: “صحيح انّ البعض يخطط لدفع المبالغ الطائلة لإسقاطي، وسعيد لأنّ البترون والقضاء سيستفيدان.
هي بسببي حصدت وزراء اكثر من مرة، وسعيد لأنّ مدينتي ستزدهر بفضل المبالغ التي ستهبط عليها اليوم من اجل إسقاطي.
انما اذكّر أولوياء الأمر انّ اهل البترون لا يمكن شراؤهم، وليحاولوا قدر استطاعتهم لأنّهم سيحصدون الريح”.
في موضوع الحكومة ، قرّر الثنائي الشيعي اليوم العودة إلى حضور جلسات مجلس الوزراء الخاصة بإقرار الموازنة العامة وخطط التعافي الإقتصادي والمالي.