فكر العلامة السيد محمد حسن الأمين: إنّ شرعية السلطة أهم من إسلامية السلطة
بقلم: الشيخ عباس حرب العاملي
وجدت من المناسب في هذه الأيام ان استحضر كلاما في غاية الدقة والمعرفة وفي منتهى العمق والاحاطة للمفكر الاسلامي السيد محمد حسن الأمين (طيب الله ثراه) ، الذي يبعث ضوءا مشرقا على المسألة يقول: ( ان شرعية السلطة أهم من إسلامية السلطة ؟!
كيف القول بان مشكلتنا ان سلطتنا غير إسلامية قول غير صحيح ).
نعم لأن عبر التاريخ الإسلامي كله كانت سلطتنا إسلامية لكن مشكلتنا انها لم تكن شرعية ، وان شرعية السلطة هي الأهم وهذا ما يجب ان تنتبه له الحركات الاسلامية ، أي: ” شرعية السلطة وليس إسلاميتها ” ، وان شرعية السلطة تنشأ من إنتخابها بحرية إرادة الناخبين في إطار منافسة نظيفة من وسائل القهر وأدوات الإكراه (الترغريب والترهيب).
ومتوازنة في وسائل الدعاية والتوجيه وعلى ضوء ذلك فأنا مواطن وعلى الرغم من كوني مسلما وان عقيدتي لا تتزعزع في الاسلام فإذا خيرتني ” بين سلطة إسلامية ليست منتخبة وبين سلطة ليست إسلامية لكنها منتخبة فسوف أختار السلطة غير الإسلامية المنتخبة ” واعتقد ان اختياري هذا منسجم مع عقيدتي الاسلامية لأنني اعتقد ان السلطة في المرمى العميق للاسلام هي ” شأن بشري والشريعة شأن إلهي “.
ولكن اختيار السلطة هو شأن بشري فإذا لم يخترها البشر فليس لها شرعية على الاطلاق حتى ولو كانت إسلامية.
إذن لا يصبح شأن السلطة شأنا شرعيا إلا عندما يختارها الناس بحرية ، ان الاسلاميين كانوا يستنبطون فكرة الانقلاب على السلطة القائمة ، أي: بمعنى ان تحل سلطة مكان سلطة أخرى مع الفارق ان هذه السلطة التي ستحل سوف تطبق أحكام الاسلام لكن في المنهاج نفسها والبنية نفسها وعقلية الاستبداد نفسها.
التغيير الشعبي الحضاري الحقيقي عقيدتنا في هذا الصدد يجب ان تتم بشروط منها:
” الإقرار بوجود التيارات والآراء السياسية المتعددة المتنوعة ، ومنها بوجوب تداول السلطة ، ومنها الإقرار بأن لا شرعية سلطة غير منتخبة بصورة حرة ولو كانت إسلامية أو غير إسلامية.
بل ولا يمكن ان تكون هناك سلطة إسلامية تنجز أو تساهم في إنجاز التجدد الحضاري من دون ان تتوافر فيها هذه الشروط ؟ !”.