رصد ومتابعة: خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
لمن لا يعلم ، فنحن نعيش في أسوأ الظروف وأقساها وأحقرها على الإطلاق ، لا بل لنختصر الحديث ومعها المجاملات .. “نحنا مش عايشين”.
فأمام قساوة ما نحن عليه ، بات بعض الناس يبحثون على أعمال لم يكن يتوقّعون أن يعملون بها ، فقط من أجل الإستحصال على ليراتٍ قليلة ، تقي بعض العائلات شرور الجوع وذلّ إهانة النّفوس.
من بين هؤلاء الشاب “سامر” ، الذي يعيش في بلدة الصرفند الجنوبية ولديه أطفال وزوجة وهو غير قادر على تأمين قوت يومهم بسبب قلّة الحال وطرده من عمله سابقاً ، حاله كحال العشرات من أبناء هذا البلد.
يقوم سامر بالذهاب إلى التعاونيات في بلدة الصرفند لشراء بعض السلع المدعومة حالما تواجدت ، وفي مجملها تكون عبارة عن توصيات لعائلات لا تريد الانتظار طويلاً لشراء حاجياتها لعدم قدرتهم الصحية على ذلك ، وهم من اصحاب الطبقات الفقيرة على أيّة حال ، فيشتري لهم حاجياتهم ويأخذ على كل طلبية بضع ليراتٍ ، فيكون بذلك قد أمّن قوت يومه ومن ثم ساهم في مساعدة عائلات بشراء السلع المدعومة لها وإيصالها لبيوتهم.
وبعيداً عن أحقيّة هذا الأمر من عدمه ، وعن قيام سامر ربما بحرمان عائلات أخرى من الحصول على السلع المدعومة (يبقى هذا الإحتمال ضعيفاً) لأنه لا يشتري أطناناً بل كميات محدودة ، لكن ما فعله شيخ البلدة ورئيس البلدية لا يمكن تمريره على الإطلاق.
شيخ البلدة المُعيّن من قبل البلدية كمشرف على السلع المدعومة في بلدة الصرفند نشر اسم الشاب سامر وصورته ، طالباً من كل المؤسسات الغذائية في الصرفند منعه من الدخول والشراء ، فاضحاً كرامته.
وبعدها جرى استدعاء سامر من قبل رئيس البلدية الذي اعترف بأنه عاطل عن العمل وليس تاجر ولا يبيع ما يشتريه للتجار بل لعائلات متعففة وفقيرة ، لكن أصرّ مجدداً على انتهاك كرامته ونشر صورته ، متفاخراً بأنه أجبر سامر على التعهد بعدم القيام بذلك ثانيةً.
فيا حضرة الشيخ الجليل .. أين أنت من تعاليم الدين وحفظ كرامات الناس ؟ وطالما أنّك حريص على السلع المدعومة ، فهل كشفت لنا الفاسدين في هذا البلد ونشر صورهم كنا فعلت مع سامر وأصدرت بيان البطولة على حساب كرامته؟
وإلى رئيس البلدية .. هل أمّنت عملاً لسامر ، هل منحته مخصصاً شهريأ يقيه كفر الجوع ، وما أصدرته من بيان البطولة أيضاً فهو عارٌ عليك أنت وحدك!
أطعموا الفقراء ، وفِّروا فرص العمل .. وإياكم وإهانة الكرامات!