هم الأبطال يرحلون ، فيما تبقى وجوه الساسة الدجالون ، تمعن في قتل هذا البلد وشبابه وناسه عبر المزيد من مسلسلات إهمالها العبثية ، دون أن يسألها أحد عمّا فعلت.
لكن ، هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم في ابتعادٍ عن المحاسبة والمساءلة والملاحقة ، سيلعنهم التاريخ دفعةً واحدة ، وأن حكم التاريخ لم ولن يرحم.
في مهمته الأخيرة ، زار الشهيد الإطفائي رالف ملاحي مركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا مودعًا، حيث كان في إستقبال جثمانه رفاق الواجب من ضباط وإطفائيين ومسعفين قدموا له التحية بوجوه علتها علامات الحزن والأسى.
وتقدّمت سيارة إسعاف الدفاع المدني التي نقلت جثمانه الذي خضع لفحص الـ DNA في مستشفى الحريري الحكومي قبل يومين، الى مركز الفوج في الكرنتينا، تمثال كبير للسيدة العذراء مريم في عيد انتقالها كما رافقه حشد من الأهل والأصدقاء.
ورفع الرفاق تحية الإجلال لملاحي، تعبيرًا عن تقديرهم لتضحيته وامتناننهم لنجاتهم من تداعيات الإنفجار، بسبب إطلاق الإطفائيين الشهداء جرس الأنذار وطلبهم الدعم من الفوج قبيل استشهادهم، الأمر الذي أدى الى إخلاء المركز الذي تعرض لأضرار جسيمة جراء الإنفجار.
وتناوب زملاؤه على حمل النعش الأبيض على أكتافهم وعلى ترقصيه بسواعدهم في احتفال مهيب أقيم في باحة المركز، وفق ما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام”.
وبالتصفيق والزغاريد، استُقبل الشهيد رالف في مسقط رأسه في عين الرمانة.
هذا ويشيع إلى مثواه الأخير عند الثالثة من عصر اليوم في مدافن التيرو.