Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
كتبت: ربى لابا
أيها اللبنانيون، إنتبهوا..
كثرت في الآونة الأخيرة أحاديث و مسامرات لبعض الأشخاص تبدي إمتناناً و شكراً كبيرين، و شعوراً بالإعجاب بزعيم طائفتهم أو رئيس حزبه او تيارهم، و ذلك بسبب فطنته و ذكائه الحاد و رؤيته المستقبلية، و تنبوئه عن طول أمد الوضع الراهن السيئ المتمثل بإنتشار وباء كورونا ، بالإضافة الى الوضع الإقتصادي المنهار.
حيث بدأوا بمبادرات شخصية، و من جيبهم الخاص” على ما ادعوا” ، بتوزيع مساعدات عينية و مادية، و تأهيل مستشفيات و مباني تقع في نطاق سيطرتهم الجغرافية.
و كل ذلك نابع من حبهم و شغفهم “على ما ادعوا” بأبناء لوائحهم الإنتخابية و حرصاً على حياتهم وكرامتهم.
إزاء كل ذلك، نستغرب كيف لهؤلاء الناس أن ينسوا أو أن لا ينتبهوا أن ما يقدم من مساعدات اليوم، مشكورة بكل الأحوال، هي فتات نهب الأمس.!!! كيف لهؤلاء الناس أن لا يتيقنوا بأن سياسات زعيمهم و شركائه الزعماء ممن اتفقوا على سر قة الشعب تارة وإن اختلفوا على المحاصصة تارة أخرى، هي من حرمت المستشفيات الحكومية تجهيزاتها التقنية و اللوجستية والإدارية اللازمة!!! .
ناهيك عن كل مقومات العيش الأخرى التي لن ننتهي من تعدادها.
رجاءً أيها اللبنانيون، إنتبهوا….
إنتبهوا ولا تتصرفوا كدجاجة ستالين التي لحقت به تنتش حبيبات القمح التي رماها لها ارضاً بعد ما نتف لها ريشها و هي حية.
إنتبهوا ولا تكونوا كقول: والجدي لو علم أن القائمين على تثمينه يبتغون الذ بح ما أكل.
إنتبهوا واعلموا و تيقنوا أن لا خلاص لنا في هذا الوطن إلا من خلال دولة علمانية عادلة يتساوى فيها كل شعبها بالحقوق و الواجبات تحت حكم قانون عادل و عصري.
إنتبهوا أن ما يقوم به رؤساء أحزابكم ليس إلا محاولات حثيثة منهم لتحسين صورتهم و موقعهم الذي اهتز، و للأسف لم يقع بعد ثو رة ١٧ تشرين.
أخيراً، تذكروا أن لا وجود لرئيس من دون مرؤوسين ولا زعيم من دون مساقين ولا ملك من دون رعية… فعندما يثقل الملك رعيته بالضرائب و يصبح (شريك النص) و ينهب مقدراتهم و يوصلهم إلى الهاوية، يعود و ينتبه أن تلك الرعية هي علة وجوده، فيرجع ويقطر عليهم نقاط من دسمه و فتاة من خبزه حتى يضمن إستمراريته (الوطنية) ووساطته بين طائفته والخالق.
