خاص تحقيقات
عشرات لا بل مئات وآلاف، وربما ملايين الأخبار التي تنتشر يوميا عبر مواقع التواصل الإجتماعي لرجال دين سنة وشيعة، ينسب إليهم أحاديث وفتاوي غريبة عن المألوف، فيبدأ أصحاب الإيمان ممن يعتبرون أنهم حماة الدين بتناقل هذه الأخبار والتعليق عليها بما يخدم أفكارهم وتوجهاتهم، دون التكلُّف حتى بعناء البحث البسيط لمعرفة الحقيقة، إذ بعد بضعة أيام يتبين كذب ما نشر على صفحات وهمية، أو محبوكة بواسطة الفوتوشوب لتحريك أدمغة بعض”المؤمنون” مما فهموا وأفهموهم أن الدين إنما يكون بالتحريض والكذب دون وجه حق ويطول الحديث.
المثال الأخير على ما حصل هو ما نشرة موقع شاهد نيوز عن حساب داعية سعودي صرح أن كل ما كان يتهمون به الشيعة إنما كان بتركيبة ومؤامرة من بندر بن سلطان.
وببحث بسيط تبين أن الحساب غير موجود أصلاً وصاحب الصورة الموجودة على الحساب هي لداعية متوفي منذ مدة، مما يدل أن الفوتوشوب لعب لعبته.
المؤسف في الأمر هو أنَّ نشر الموقع لهكذا أخبار نتاجه أمران : فإما قام بتلفيقها بنفسه أو نشرها كما وردته وفي كلا الحالتين الأمر خطير، وهو يدل على غباء بعض المنابر الإعلامية التي دمرت كل مبادىء وأسس هذه المهنة التي لم تعد شريفة في زمن العهر البشري، وإما (وهنا الخطورة ألأكبر) أن الجمهور المؤمن التقي الطاهر سار في السب واللعن وانسجم مع ما طرحه الموقع وكما قيل يوما ” الله يوسع دمتكم”.
عصر “الإسلام السياسي” الذي نعيشه، جعل الدين في خدمة الأهداف السياسية التي لم تكُن يوماً مبنيَّة على أسس أخلاقية أو إنسانية، فالطالما كانت المصلحة الفردية هي المعيار والهدف الأسمى، لذا وصل الدين إلى ما هو عليه اليوم من إنقلابات طالت مفاهيمه وقواعده الثابتة، فعشناه بأخطر صوره التي لم نكُن نُحب أن نراها يوماً.
فمتى ينتهي هذا المسلسل الذي شوَّه الدين ونسف كل مبادئه ؟!