توقف منسق “التجمع من اجل السيادة” نوفل ضو عند الصمت المطبق الذي تلتزمه السلطات اللبنانية، رئاسةَ جمهورية وحكومةً ووزارةَ خارجية إزاء الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية على يد الحوثيين تارة بالصواريخ البالستية وتارة أخرى بالطائرات المسيّرة.
وسأل ضو في بيان: ألا يخجل المسؤولون اللبنانيون من أنفسهم عندما يسارعون الى طلب الاجتماع بسفراء الدول العربية ومن بينهم سفير المملكة العربية السعودية في لبنان متوسلين اليهم التدخل لدى المجتمع الدولي في مواجهة تهديدات اسرائيل للبنان وخرقها لسيادته، في وقت يمتنعون عن أبسط واجبات شجب ما تتعرض له المملكة، على الأقل انسجاماً مع مبدأ التضامن العربي وميثاق جامعة الدول العربية؟
وتابع ضو: هل بهذا الشكل من الجحود ونكران الجميل يتطلع الحكم والحكومة في لبنان الى مساعدات عربية وسعودية للخروج من الازمات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يرزح تحتها اللبنانيون؟ وهل بمثل قلّة الوفاء هذه يشكرون الدول التي ساعدت لبنان ولا تزال، في الاعمار والاستثمار ورفد الدورة الاقتصادية بالمليارات والمشاريع والسياح؟
وأضاف ضو: اذا كنتم تخافون من الرد على حزب الله الذي يرهن لبنان لإيران، لأنكم تسددون له الفواتير لقاء المناصب التي أوصلكم إليها، أو لأنكم تسلّفونه طمعاً بما لم تحصلوا عليه من مناصب بعد، فإن ما يضاعف الأسف هو أن الصمت لا يشمل الحكم والحكومة الواقعين تحت سلطة حزب الله وهيمنته فقط، وإنما يشمل كذلك الاحزاب والتيارات والشخصيات والقوى المسيحية والإسلامية التي للمملكة العربية السعودية عليها من الأفضال التي سخّروها لمصالحهم الشخصية ما يعرفه الجميع!
واعتبر ضو أنه بمعزل عن عدم استنكار الاعتداء على شركة ارامكو بذاته، فإن تصرفات الطبقة الحاكمة وبعض القيادات السياسية والحزبية في شكل عام، باتت تشكل نموذجاً في الانتهازية والوصولية في العمل السياسي بما لا يمتّ بأية صلة الى اخلاق اللبنانيين وقيمهم وثوابتهم وتاريخهم وهويتهم وزمن رجال الدولة من قادتهم.
وقال: إن أخطر ما في الصمت المريب سياسياً هو مساهمة أصحابه وشراكتهم في السماح لمشاريع إيران وأدواتها بتزوير هوية لبنان وتغييرها بما يعزله عن عمقه العربي الحقيقي ومصالحه الاستراتيجية والحيوية سياسياً واقتصادياً في دول الخليج العربي.
وختم: وفي أية حال فإنه من غير المستغرب ان يتعاطى الحكم والحكومة وبعض السياسيين مع اصدقاء لبنان الحقيقيين بهذه الطريقة وهم الذين تعاطوا ولا يزالون مع الشعب اللبناني بمنطق الاستغلال والانتهازية والوصولية والطعن بالظهر. صدق من قال: “من لا خير فيه لأهله، لا خير فيه للناس”!