تصفَّح العدد الثاني من مجلة تحقيقات

نيسان كان شهراً حافلاً ففي الثالث عشرة منه ذكرى حرب أهلية لبنانية مشؤومة التي وإن دمرت البلاد وقضت على أرزاق العباد ، لكنها بالمقابل صنعت زعامات تفتك بالمواطن والبلد يومياً بسلاح أخطر من الكاتيوشا أو البندقية ، وهو سلاح الطائفية التي شرذمت الوطن واحتكرت كل ما فيه وكأنه أصبح ملكية خاصة لمجموعة لا حاضرها مُشجِّع ولا ماضيها نظيف !

في الثامن عشرة منه ، ذكرى مجزرة قانا التي تؤكد إجرام عدو سفاح فتك بالأرض والناس ، ورمى حقده على الشعوب ، أما اليوم فمرتاح “الضمير” يتفرج على ساحات عربية تشتعل ، وخزانات من الدماء تملأ كل شارع ومدينة .

أما اليوم فهو الأول من أيار ، المفترض أن يكون عيداً لما تبقى من عمال بالطبع هم يعملون بأقل من الحد الأدنى وبإرهاق أكبر ، ولله وحده يرفعون الدعاء ! .

المشهد العربي لا يزال يراوح مكانه في ظل جمود يُخيِّم على الوضع بصورة عامة ، ولبنان كونه بلداً متعاطفاً مع محيطه فهو يخجل أن يجد حلولاً لأزماته دون “إستشارة” الآخرين ، وطبعاً الإستشارات مدفوعة الثمن .

هذا بعض الكلام الموجود ، أما كلمات القلب فنحتفظ عن البوح بها خوفاً من حسرة تزداد عليه .

وللحديث تتمات

رئيس التحرير محمود أحمد جعفر