خاص- شبكة تحقيقات الإعلامية
يُطالعنا المسؤولين بشكل دوري بتصاريح حول ضرورة لجمّ الإنفاق، متحدثين عن زواريب الهدر، واضعين أنفسهم في تصرف الدولة لمساعدتها على إعادة هيكلة ذاتها من جديد، بعدما وصلت الأمور لمستويات خطيرة.
لكن، كل هذا الشِّعرَ لا يفيد، كونه لا يتعدى مجرد إعطاء إبرة “مورفين” للناس لتحوير الأنظار عن فسادٍ خطير موجود، ألا وهو فساد المرافقين ومواكب الحماية الشخصية لكل نائب ووزير ومدير عام ومسؤول.
أقلّ مسؤول (من الصفّ الأول) من رؤساء الأحزاب الأساسية يرافقه 100 عنصر، وعدد من الضباط، يتولون حماية كل شخصية مع مواكب سيارة ضخمة، بمبالغ شهرية تبلغ ملايين الليرات وسنوياً تتعدى عدد من المليارات.
هؤلاء مستعدون للتضحية بالشعب والبلد وكل شيء، لكنهم غير مستعدين للتضحية من أجل البلد عبر التخلي عن عنترياتهم ومواكبهم وأمنهم الكبير، ولا حتى عن صفقاتهم التي تسطع منها روائح الفساد والسرقة.
هؤلاء بنوا لأنفسهم إمارات ضخمة مُحصَّنة، وحولوا ملايينهم صوب بنوك العالم خوفاً عليها من الإهتزاز، وهم على أتمّ الاستعداد للرحيل صوب حياتهم الفخمة متى وجدوا أنهم مهددين من الناس، فيما الأخيرين فسيعيشون سنوات ضوئية لاعادة ترتيب ما صنعته أيدي زعمائهم الذين مجَّدوهم وقدَّسوهم مع كل استحقاق انتخابي وخلافه.
الثورة حتمية للتغيير .. والشعب لا زال يعيش على أوهام أن مسؤوليه “مهتمون لصالحه والبلد”.