رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
كان لافتاً المؤتمر الصحفي للهيئتين التأسيسية والتنفيذية في حزب سبعة، وإعلانه طرد النائب بولا يعقوبيان من صفوفه بعد جملة مغالطات فنّدها أحد أعضاء الهيئة التأسيسية، وبمشاركة الإعلامية غادة عيد احد كوادر العمل السياسي ضمن سبعة.
حزب سبعة اعتبر ان امر الطرد جاء بعد امتناع النائب يعقوبيان عن السير وفق خياراته والمطالبة بإقرار قانون إستعادة الأموال المنهوبة، كما ورفضها الإفصاح عن ثرواتها وحساباتها البنكِيَّة ضمن مبدأ الشفافية المالية، فضلاً عن مسايرتها لسياسيين تقليديين وتحييدها إياهم في معركة مكافحة الفساد، إلى جانب عدم مشاركتها في الاجتماعات الحزبية تحت حِجَّة “الوقت”.
دعونا نتحدث بداية إلى أن حزب سبعة والذي تبنى ترشيح بولا بعقوبيان على احد مقاعد الاشرفية ودعمها من ناحية الكادر البشري وأصبغ عليها الطابع “المدني” لم يكن يرسم لها خطة عمل ما بعد النيابة على اعتبار ان ذلك لم يكن ممكناً في وقت لا هو ولا هم كانوا بواثقين بإمكانية خرقها جدار الأحزاب التقليدية.
انتهت الانتخابات وأصبحت بولا نائب في المجلس النيابي، سبعة امتصّ النجاح وعبّر عنه مراراً وتكراراً فيما بولا أرادت ألاّ ينحصر عملها ضمن حزب لا زالت ترى انه هزيلاً، فاستقلت خيار الفردنة وتمردت على قرارات حزبية او بالأحرى تمنيات بالعمل ضمن نهجٍ اعتبرت انه يحمل افكاراً لا تراعي او تنطبق على الواقع السياسي اللبناني.
سبعة نجح بقراره في تاكيد ادارية عمله ومنهجية سلوكه، وهو لا يحتاج نائب شكلي يُمثِّله، فيُخسِّره رصيداً شعبياً أكثر من مساعدته على الإنتشار، فأزاح بولا واعتبرها مجرد صديقة.
لكن، على مقلب بولا يعقوبيان فقد يكون خيار حزب سبعة ابجابياً عليها إذا ما استطاعت فعلاً تجسيد استقلاليتها والعمل على هذا النحو من الشفافية المطلقة، وإلاّ فشأنها شأن سلطة فاسدة تكون قد دفنت نفسها معهم!