رفع الوزير السابق اللواء أشرف ريفي من مستوى التحدي السياسي والانتخابي في طرابلس، حيث أعلن نيته الترشح للانتخابات النيابية الفرعية التي ستجري في المدينة يوم 14 نيسان المقبل لملء المقعد السني الخامس الذي شغر بإبطال المجلس الدستوري لنيابة ديما جمالي.
وكان اللواء ريفي زار مقر الماكينة الانتخابية، وإلتقى رئيسها ورؤساء المناطق والمراكز وقال أمامهم: “لقد قبلنا التحدي وسنترشح الى الانتخابات بدعمكم، وأنتم أصحاب الدور الأساسي في هذه المعركة، ونأمل من الله التوفيق، ونحن سيكون عملنا تطوعي، وطبعا من يأتي متطوعا يعطي من قلبه أكثر من المنتظم، وإن شاء الله نحقق نتائج ترضي أهلنا وترضي ضميرنا، ونحن واثقون من تحقيق نتائج جيدة”.
لا شك في أن ترشيح ريفي من شأنه أن يربك “تيار المستقبل” وأن يفرض عليه معركة إنتخابية لا أحد يستطيع أن يتكهن بنتيجتها، خصوصا لما يشكله ريفي من حضور في المدينة، وكونه سيدخل كشريك مضارب على “صحن المستقبل” الانتخابي كأحد صقور قوى 14 آذار الذي تغري مواقفه جمهور المستقبل..
في مركز الماكينة الانتخابية، علا التصفيق والحماس مع إعلان اللواء ريفي ترشيحه، خصوصا أن الماكينة كانت إنتظمت بشكل تلقائي منذ صدور قرار المجلس الدستوري بابطال نيابة جمالي والدعوة الى إنتخابات فرعية، حيث باشرت تحضيراتها الادارية واللوجستية لتكون على جهوزية تامة لمواجهة كل الاحتمالات، لكن يبدو أن هذه التحضيرات لم تذهب هباء حيث وجد ريفي خلال زيارته الى المركز أن الجميع على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الاستحقاق.
وقال ريفي خلال اللقاء: “سوف نشكل غرفة عمليات لمواكبة كل الأمور، ونحن واثقون أن الناس ستنتفض لكرامتها وتنتفض لقرارها ومكانتها، وهي رافضة أن يكون هناك إستهتار بحق المدينة، فطرابلس كانت ولا تزال خط الدفاع الأول عن كل شيء سيادي في الجمهورية اللبنانية، فلا أحد يستهتر فينا ويفرض علينا مرشح ويفرض علينا إنتخابه، هذه عملية ديمقراطية ومن حق الناس أن تختار من يمثلها، ونحن كسرنا هذه التبعية “الغنمية” إذا صح التعبير، واليوم لوكنا راضين عن الآداء لما كنا إنتفضنا، لكن الآداء غير مرضي، لذلك نحن لدينا كرامتنا ولدينا قرارنا الحر وسنترجمه في الانتخابات وفي كل الوسائل الديمقراطية.
ودعا اللواء ريفي الى الوعي والى تسجيل كل المخالفات الانتخابية، لافتا الى أن الانتخابات المقبلة فيها سهولة، خصوصا أن القانون السابق كان معقدا، ونحن أول فريق سياسي أصدرنا كتيب حول القانون النسبي لدراسته ولتسهيل تطبيقه على الناس، علما أن القانون النسبي جرى تفصيله من قبل حزب الله والنظام السوري لايصال مرشحيهم، والمجلس الدستوري للأسف لم ير التزوير الذي حصل في البقاع الشمالي حيث حزب الله إجتاح كل الصناديق، وكان هناك مرشحين فائزين تم إسقاطهم، وكذلك في الشمال وفي بيروت، لذلك بدل أن ينهض البلد بعد الانتخابات، للأسف إنهار البلد بعد الانتخابات بسبب غياب الديمقراطية.
وأضاف: لقد إحترمنا النتائج، وحملنا جرحنا، لكن اليوم سنشارك في هذه الانتخابات، وسوف نعلنها رسميا في 14 آذار، ونحن مشروعنا ليس إنتخابيا فقط، بل الانتخابات هي محطة في مسيرتنا، بل مشروعنا سياسي لاعمار البلد والنهوض به.
وتابع: طرابلس بحاجة الى فرص عمل والى الكثير من المشاريع وسنولي القضايا الحياتية كل الاهتمام، وفضلا عن الحفاظ على البيئة، وسنسعى لتأمين الكهرباء، وهناك تيار سياسي يصر على تسلم وزارة الطاقة، وكل عام عنده هدر يقدر بأكثر من ملياري دولار، وبهدر سنة واحدة يمكننا أن نجدد البنى التحتية للكهرباء لكن للأسف هناك مافيات ومحاصصات في كل الأمور التي تتعلق بهذا القطاع.
وإنتقد ريفي حزب الله على مغامراته وحروبه التي ليست لمصلحة البلد بل لمصلحة إيران، وهي أدت الى خسارة البلد الكثير من فرص النمو، ونحن اليوم، نسعى الى تصحيح المسار إذا أعطانا الناخب الطرابلسي صوته، فنحن سنكون صوته العالي دائما في مجلس النواب ونؤكد أننا لن نسمح بأن يأخذ أحد البلد الى الانهيار أو الانتحار.
وختم ريفي: في الانتخابات الماضية كان الضغط الأمني كبيرا جدا، لذلك لن نقيم مهرجانات لكي لا نعرّض شبابنا للملاحقة الأمنية، وأنا سأقوم بجولات في المناطق وسوف أزور المنازل بشكل هادئ ومن دون أي ضجيج ومن دون عراضات، محذرا من إعادة هذا الضغط الأمني في الانتخابات الفرعية المقبلة.