جاء في أسرار صحيفة الجمهورية أمس السبت عن لقاء جمع وزيرين في حكومة تصريف الأعمال حيث قال أحد الوزراء لزميل له: “شو قولك منروح أول الأسبوع عالبيت”، فأجابه: “يا زلمي بعد ما استرزقنا”.
هذا السرّ الذي عمدت صحيفة الجمهورية لرصده ، وبغض النظر عن مدى مصداقيته التامة ، لكنه واقع بتنا نعيش فصوله ، ولو كان الأمر عكس ذلك لما شهدنا هذا الحراك الحكومي حول الحصص وتوزيع الحقائب ، وكل ما عداها من حجج فهي كاذبة ، اذ انه ليس هناك من هدف لكل تلك الاحزاب سوى في سرقة ممتلكات الوزارات ، لذا يتهافتون على اخذ الوزارات التي يمكن وصفها ب “بقرة حلوب” المال والسلطة.
والدليل الأكبر ، هو هذا التناتش الحاصل اليوم على وزارة البيئة والتي كان يستهزء منها الجميع في السابق ، لكنها اليوم باتت قبلة كل الأحزاب ، نظراً لان هناك مليارات مرصودة لها من سيدر لتنفيذ مشاريع.
وما شهدناه مؤخراً من انهيار اتربة وطرقات بأكملها وفيضانات وسيول وطوفان ، عمّت مختلف المناطق اللبنانية ، ما هي الا نتاج السرقة التي تحصل على حساب انشاء وتجهيز بنى تحتية متطورة ، وهي واحدة من اوجه الفساد في لبنان ، لا بل أهم وجوهها الأساسية.
الاحزاب التي تمتهن خداع الناس بمفردات تقليدية ، ما زالت بقادرة على جعلهم اسيري تلك الخطابات وهذه العقلية المُنحطَّة ، بانتظار ان تراهن الناس على ضميرها وواجبها الوطني ، وتقتلع تلك الجراثيم السياسية من على جسد الوطن ، قبل ان نترحم جميعنا عليه.