رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
يبدو أن أزمة النزوح السوري في لبنان تأخذ طابعاً مغايراً عمّا هي عليه في كل دول العالم ، فدائماً ما نرى أن الدولة اللبنانية “تعيش المرحلة” ، فتبتدع القِصص وتحاول أخذ الأمور صوب أماكنها التي لا تليق بأي دبلوماسية وسلطةَ دولة ومنطق.
وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال يحاول جاهداً البحث عن مخارج لعودة النازحين السوريين إلى بلداتهم وقراهم ، للتخفيف عن كاهل لبنان خاصة إقتصادياً ومعيشياً كما يُعبِّر في كل محطاته وجولاته، فيما وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي يتذرع بموقف الأمم المتحدة ، الداعي لعدم السماح لعودة النازحين في المرحلة الحالية ، كون الأوضاع ما زالت غير سليمة.
والمرعبي يتسلّح كذلك بشهادات وصلت إليه وتناقلتها مواقع التواصل عن حالات تعذيب بحق بعض ممن عاد ، فوقع في قبضة الأمن السوري وسلطته. كما أنه يجول على العشرات من النازحين في القرى والبلدات الخاضعة جغرافياً لنفوذ تياره السياسي ، لنشر مفرداته وما يحلوا له ، لأن في ذلك فائدة ريعية يجنيها.
لكن وعلى ما يبدو فإن الأمور بعيدة عن هذا الشباك الإعلامي العلني ، وهي تنطلق من سياسات خاصة لكل جهة ، من دون أن نسى أن العقلية السياسية اللبنانية لا تتبنى قضية إلا في كونها تصب في المصلحة الشخصية لكل طرف ، ولو كان ذلك سيخلق جدلاً واسعاً وحالة ضياع للموقف اللبناني على صعيد علاقته بمحيطه العربي وشراكته مع الخارج البعيد.
ودعونا نختصر كلامنا ، أن لروسيا دور هام ستعمد للعبه بوتيرة أكبر لاحقاً على هذا الصعيد ، كما أن حزب الله فتح باب عودتهم بما أنشأه من لجنة وهو ما كان ليقوم بذلك لولا وجود قرار سلطوي من القيادة العليا ، وإقتناع بضرورة عودتهم ، والسعي من أجل ذلك.