Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
الشرف عند العرب إرتبط في السابق وحتى يومنا هذا بالجسد، عند المرأة كما والرجل على حدٍ سواء، وإن كانت العين ترتكز على المرأة كجسد أكثر من الرجل، فيُقال هذه المرأة بلا شرف، بمعنى أنها تتعرى أو تفعل ما لا يليق بها أو بما لا تقبله الثقافة المتفق عليها في هذا المجتمع أو ذاك، فتُنتزع منها صفة الشرف بناءً على مكوِّنها الجسدي ليس إلا.
أغلب المجتمعات العربية وعلى الرغم من التطور الحاصل في مختلف المجالات، وبالرغم من الدور الريادي التي باتت تلعبه المرأة في ميادين عِدّة، إلا أنها هذا المفهوم بقي على حاله لناحية ترجمته وفهمه وتفسيره وتأويله، ليبقى ملازماً للجسد عند المرأة أو لتصرف قد ترتكبه، وفيه مخالفة لعادات جامدة متبعة ومتعارف عليها.
كذلك الأمر بالنسبة للرجل، فقد يُقال عنه أنه بلا شرف، إذا ما حاول تقليد سلوك غريب، خارج عن الإطار العام المتعارف عليه، أو معاكس لطبيعته كرجل.
إلا أنه ومن المعروف أن الشرف صفة تمسّ النفس والروح والخلق، فهو يعني الكرامة والنزاهة والصدق والأمانة والمروءة والشجاعة والإحسان وغيرها من القيم التي تتظافر مع بعضها لتسمو بالإنسان وتضعه في مرتبة التقدير والإجلال والتوقير، بعيداً عن صفات ومعانٍ تتمسك بها الأجيال ماضيها وحاضرها، لتنقل لنا الصورة المغايرة والتي تمسّ مفهوم الشرف قبل غيره، وتأخذه إلى مكانٍ آخر.
كما أن الشرف مُحفِّزه ألا يدنس الإنسان نفسه وروحه بالرذيلة، لكن هذا لا ينسحب على المرأة فقط، لأن المجتمع عندما يختزله في السلوك الجنسي للمرأة ويحاسبها به يغفل السلوكات غير الشريفة الحقيقية التي تتسبب فعلا في أزمة المبادئ والقيم والمثل العليا، فكل من يسعى في الأرض فسادا، رجلا كان أو امرأة، ومن يغش الناس ويهينهم ويحرقهم ويغتصبهم ويُعذبهم ويغرقهم ويسرقهم ويصادر أحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم، هو عديم الشرف.
فكم هناك في مجتمعاتنا من هم عديمي الشرف، رغم تغطية أجسادهم بأثواب الطهارة!
