رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
ليس هنا من لا يشعر بحجم الضائقة الإقتصادية التي يمر بها لبنان، فهي لامست جيوب كل اللبنانيين ودخلت بيوتهم عنوةً عنهم، وأرغمتهم على تذوق مُرِّها، فباتت الغالبية العظمى تعيش وسط ظروف قاسية، أجبرتهم على تنظيم حياتهم بطرق مختلفة، وضبط إنفاقهم، خوفاً من الوصول إلى يومٍ لا يستطيعون فيه شراء حاجياتهم، حيث الموارد تتقلص، والمؤسسات تتهرب من دفع مستحقاتها من رواتب وخلافها.
وسط هذه الاحوال القاهرة، لم تبخل الدولة اللبنانية في فرض المزيد من الضرائب، كان آخرها قانون “ص 10” والذي يمكن تسميته بفرض خُوة على الناس والمؤسسات، ويترافق ذلك مع فساد مالي وإداري ينخر عظام هذه الدولة، وهذا الفساد بات عصياً على الإنكسار لأنه أقوى من الجميع، وهو نتاج سنوات من التخاذل والكذب والخداع والسرقات.
عشرات المؤسسات أعلنت إفلاسها، وآلاف الموظفين اضطروا عنوة لترك وظائفهم، مما زاد الطين بلّة، ورَفَع من سقف البطالة، في بلد أصلاً البطالة فيه كبيرة مقارنة بحجمه وعدد سكانه، وبفضل يد عاملة أجنبية أغرقت السوق اللبناني بمختلف قطاعاته.
اليوم، نعيش فصولاً خطيرة من إنهيار البلد، وهي مرحلة حرجة، تتخطى فترات الحرب العصيبة بمساوئها وواقعها المرير، والإنفجار بات على مشارف أبوابنا، وليس هناك من سيسلم على الإطلاق!