رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
تتناحر أحزاب السلطة في لبنان على حصص وزارية، حيث كل طرف يسعى لنيل الحصة الأكبر، فهذا يريد وزارة سيادية وآخر خدماتية، وهذا عينه على الثلث المعطل، وذاك طموحه في نيابة رئاسة الحكومة، فيما هؤلاء نسوا أن في لبنان آلاف الشباب العاطلين عن العمل، ممن باتوا يكفرون بهذا الواقع الاسود والكارثي
الشباب الجامعي بات طموحه أن يعمل نادلاً في مطعم، أو موظفاً في متجر ثياب أو مندوب تسويق ومبيعات في إحدى المحلات، فحتى هؤلاء باتوا بعيدين عنه، فواقع سوق العمل في لبنان بات صعباً إلى درجة كبيرة، حيث أغلب الشباب يعيش حالة من الفراغ القاتلة والبشعة، مما تجعلهم يفقدون صوابهم ويملؤون بعضاً من هذا الوقت بأمور قد تُسبب لهم وللمجتمع مخاطر جمَّة
الشباب اللبناني يعيش خيبة أمل كبيرة من وطنه ومن يديره ويفرض نفسه زعيماً به وعليه، حيث لم يعُد يؤمن حتى بذاته، وعينه تشخص صوب طائرة تقله إلى أسوأ بلد في الخارج، كونه بات يرى في الغربة حياةً مستقيمة، وفي وطنه مقبرة لأحلامه وحتى لعيشه البسيط
مسؤولي هذا البلد يعيشون في عالمٍ آخر، عالمهم الخاص البعيد عن معاناة شبابه وأهله، وهم إذا ما تحدثوا في مجالسهم الخاصة والعامة عن الوضع المأساوي، إنما فقط من باب تسجيل موقف لا أكثر، بعيداً عن كونهم يشعرون بحال الناس، فهم لهم مملكتهم المُسيَّجة، أما الناس فلها الإهمال والتعذيب النفسي والقهر والإذلال وغياب الحاجيات وضياع المستقبل وظلم الحياة وقساوتها
لنا الله .. ولهم بئس ما سيذكره التاريخ