رصد ومتابعة : شبكة تحقيقات الإعلامية
القسم السياسي
لعلّ أبرز ما اتَّسم به اليوم الماراثوني الطويل من الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب هو اللقاء الذي جمع اللواء جميل السيد برئيس الحكومة المُكلَّف سعد الحريري، لقاء لا يخلو من ماضٍ لطالما كان الطرفان فيه في مواجهة غير اعتيادية، حيث الحروب الكلامية والخلاف السياسي الحاد، وسجن جميل السيد 4 سنوات، فيما عرف بقضية الضباط الاربعة، خرج بعدها الجميع، دون أي اتهام بحقهم
اللواء السيد الذي أصبح اليوم نائباً، دخل البرلمان عالي الرأس، محاولاً إعادة إحياء زمنه، حيث الإمبراطورية الأمنية التي كان يترأسها، وتلك الهيبة التي لطالما حظي بها، من هنا كان حديثه اليوم عن ضرورة إسناد وزارة العدل له، رداً للإعتبار، وكإعتذار عمّا واجهه من ظلمٍ، لا زال يلوح في أفق ذاكرته القوية
كان الرئيس الحريري هادئاً في الحديث معه، واضعاً الماضي في إطار مرحلة عابرة، لا يريد الرجوع إليها، أو أنه قد جمّد مفاعيلها، أقلّه في الوقت الحالي، لذا فهو استوعب الجميع، أدرك وهو المدرك أصلاً، أن الوطن فوق كل الاعتبارات والحسابات، والأشخاص
فهل نشهد على تعاون أمني وسياسي بين الطرفين، حيث السيد يريد وبقوة إعادة أخذ مكانه في المعادلة السياسية والأمنية اللبنانية، والحريري يدرك أن السيد قوة لا يُستهان بها، ولا يُستخف بما يملكه
لا شيء مستغرب، ولا شيء بعيد .. والايام كفيلة بإتِّضاح كل الأمور