رصد ومتابعة – شبكة تحقيقات الإعلامية
تعيش دائرة بيروت الثانية حالة اكتظاظ من جانب المرشحين، وهي تُعتبر من الدوائر القليلة التي تحظى بهذا العدد من اللوائح والمرشحين، هذا فضلاً عمن لم يسعفهم الحظ في الانضمام للوائح الانتخابية او ممن أعلنوا قرارهم العزوف عن الاستمرار في خوض المنافسة الانتخابية
فمن الجيد أن تعيش بيروت هذه الأجواء التنافسية، خاصة أنها محور ونقطة استقطاب لكل الأحزاب والشخصيات، كونها مركز القرار والعاصمة التي تجمع تحت ظلالها كل مكونات الوطن، إلا ان ما يثير الحيرة هي غياب البرامج الانتخابية الملفتة، والتي يمكن التعويل عليها كبرنامج علمي وعملي للنهوض بالعاصمة، المدخل الرئيسي لتحقيق النهضة المجتمعية على مستوى الوطن ككل، وحيث ان اغلب البرامج الانتخابية تضمنت مبادئ وبنود فيها من الشعبوية وصفّ الكلام ما يجعلها بلا قيمة، ويُفرِّغها بالتالي من اي جدوى وقيمة يمكن التعويل عليها بها
الأحزاب الكبيرة في العاصمة، ومنها تيار المستقبل والثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله، يضاف إليهم الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، وغيرهم من التيارات كجمعية المشاريع وخلافها، كلها جهات تتخذ من الانتخابات لعبة احجام ولاثبات قوتها بعيداً عن اي رؤى حقيقية، الإنماء وتحقيق النهوض بالمدينة تأتي في المراتب الدنيا، فالاهم بالنسبة لهم كيفية إثبات زعامتهم في العاصمة ولو على حساب كل شيء
المجتمع المدني والجهات والشخصيات المستقلة كذلك تحاول من هذه الانتخابات في العاصمة ان تثبت حضورها، بعيداً عن اي مبادئ قد تصل حد تشكيل ميثاق انتخابي وطني، وهي في ذلك تتشارك مع السلطة في لعبة الأحجام وكسر العظم، لتبقى بيروت وحيدة لقدرها، ومعها يبقى الوطن، في مهب الرياح وعواصف الأيام. والبعض قد تقدم بترشحه وهو يشعر كما لو أنه يقوم بنزهة، الهدف منها فقط احتلال الاضواء وكسب معرفة الناس به، بعيداً عن أدنى شعور بالمسؤولية لقاء هذا الترشح الذي ينبغي أن يكون فعل ايمان بالوطن والناس
بيروت الثانية على موعد مع الاستحقاق الانتخابي، لكنها كانت تُفضِّل ان تشاهد في مقابل هذه الهجمة من المرشحين فيها، بعضاً من الوفاء لها، بالأفعال لا بشعاراتٍ موسمية فارغة من اي روح، مع الاشارة إلا وجود قلة قليلة من المرشحين نستطيع أن نجد في بعض مفرداتهم ايماناً بعاصمةٍ محرومة حتى من ان تكون العاصمة، لكن يبقى ذلك دون المستوى المطلوب، لان بيروت تستحق الأفضل وأفضل ممن يريد تمثيلها لغايات شخصانية ليس إلا