تحت عنوان “حرب إسرائيل المقبلة مع حزب الله”، نشر معهد “بروكينغز” الأميركي تقريراً للمحللة مارلا كارلين رأت فيه أنّ الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” “شبه حتمية” على الرغم من عدم رغبة الطرفيْن في المواجهة حالياً
وأوضحت كارلين أنّ هدوء حدة القتال ضد “داعش”عسكرياً سيؤدي إلى انهيار “زيجات المصلحة” القائمة بين أعداء التنظيم في سوريا، مشيرةً إلى أنّ هذا الواقع سيعيد عدداً من المشاكل إلى الواجهة، منها مستقبل القوى الخارجية في سوريا والتغيير الذي طرأ على ميزان القوى الإقليمي. وعليه، حذّرت كارلين من أنّ التوترات الناتجة ستقود إسرائيل إلى شفا حرب إقليمية من شأنها أن تكون أوسع من عدوان تموز 2006
وعلى الرغم من تأكيد كارلين أنّ قدرات “حزب الله” العسكرية تعززت بفضل مشاركته في الحرب السورية، وأنّ المشهد الاستراتيجي تغيّر بشكل ملحوظ بالنسبة إلى إسرائيل بسبب “نضج” الحزب العسكري وتمركزه بمحاذاة الجولان المحتل، رأت أنّ الطرفيْن لا يرغبان في “إشعال حرب” اليوم
وشرحت كارلين بأنّ إسرائيل لا تريد حرباً بسبب احتمال انهيار السلطة الفلسطينية والأزمة الإنسانية في غزة والاضطرابات على الحدود اللبنانية الجنوبية واحتمال إدانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفساد قريباً، مستدركةً أنّها قد “تتحرك” في ظل قلقها من نمو قدرات “حزب الله” ومزاعم بنائه مصانع للصواريخ في لبنان
أمّا بالنسبة إلى عدم رغبة “حزب الله” في الحرب، فأعادتها كارلين إلى حاجته إلى وقت أطول للتعافي من النزاع السوري الطويل والقاسي
وفي حال اندلعت هذه المواجهة، أكّدت كارلين أنّ رحاها ستدور في لبنان، مرجحةً أن يتعدى نطاقها جنوب لبنان ليبلغ بيروت، وأن تشمل تدمير ما هو أبعد من أهداف “حزب الله” العسكرية المزعومة؛ إذ يمكن لإسرائيل أن تدمّر البنى التحتية اللبنانية وأن تضرب المواقع العسكرية اللبنانية ما سيؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين
كما رجحت كارلين أن تشمل جولة القتال الجديدة عمليات عسكرية في سوريا، مذكّرةً بالغارات الإسرائيلية المئة تقريباً التي طالت “أهدافاً” و”مواقع” و”شحنات أسلحة إيرانية” لـ”حزب الله” في سوريا
وفي هذا الصدد، قالت كارلين إنّ إسرائيل ستراقب بحذر كيف يعزز “حزب الله” وجوده في سوريا بالإضافة إلى مواقعه وأسلحته وعدد عناصره وبناه التحتية، ولا سيما تلك الكائنة بمحاذاة الجولان المحتل
ختاماً، أعادت كارلين التأكيد أنّ الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” ستحصل بسبب مخاطر حصول تصعيد مفاجئ وأهداف الطرفين الاستراتيجية البعيدة المدى، وحذرّت من أنّها ستكون فظيعة ومن أنّها ستجر لاعبين خارجيين سواء أأرادوا ذلك أم لا