خاص تحقيقات
انحرفت هذه المهنة عن مسارها ، ومع الضبابية التي تعتري العالم العربي ، إنتشرت المواقع “السوقية” التي إمتلأت بالتحاليل المستندة إلى خيالات كل طرف وتوهماته بتحقيق “النصر المُبين” على خصمه ، الخصم الذي قد يتحول لأقرب الحلفاء عندما تتغير المصالح وتنقلب الأوراق .
على الساحة الفنية الأمر لا يبدو مغايراً كثيراً ، فرشاقات كلامية بين “مُدعي الفن” ، وبعض الجمهور المُنزلق في متاهات لا يُعرف لها نهاية ، مترافقاً مع تحليل سطحي ممن إتخذوا من مهنة الصحافة وسيلة للشهرة على حساب “كرامة” الآخرين .
قلة هم أولئك الذين حفظوا لهذه المهنة بعضاً من ماء وجهها فلم يدخلوا في السجالات العابرة ولم يكونوا يوماً في صف “المتقلبين” حسب “الطقس” وبرودته وسخونته .
عملوا بإخلاص إنسجاماً مع قناعاتهم وما تربوا عليه ، ولم يتكبروا يوماً أو يعمدوا إلى الإستهزاء من أحد ، فكانوا القدوة في ميدانهم.
“إبتسام غنيم” الإعلامية النتواضعة والراقية ، هي من هؤلاء القلة الذين كانوا منسجمين مع أسس ومبادىء عملهم فلم تجرهم بعض المواقف السطحية للإنزلاق بها ، ولم تغييرهم الأيام مهما حصدوا من إنجازات ونجاحات .
حصدت مؤخراً جائزة طال إنتظارها ، وهي المُستحقة لأي تكريم لأنها بذلت في سبيل مهنة المتاعب كل طاقاتها .
إعلامية لبنانية وعربية نفتخر بها .