خاص- شبكة تحقيقات الإعلامية
هي تلك المرأة التي لا ترى إلا من الجانب المُضيء، فلا تقف في وجهها تحديات من هنا ولا عراقيل من هناك، لأنها إبنة البلد، وإبنة المدينة التي لا تُشارك أحداً في حبها، مدينة لطالما كانت تجارب قاسية للحروب والنزاعات، أما اليوم فلا بُد من أن نُعيد لها بعضاً من حقها، لتُنير لياليها وتعُجّ بالفرح والحب بعد أيام عِجاف عاشتها مرغمةً عنها.
سليمة ريفي، الحقوقية والناشطة في الحقل الإجتماعي، رئيسة جمعية “طرابلس حياة”، وزوجة أحد أبرز الوجوه السياسية على الساحة الطرابلسية، الوزير السابق أشرف ريفي، كان لنا معها جولة شاملة حول عمل الجمعية ونشاطاتها وخاصة منها ما يُقام حالياً من مهرجانات طرابلس الدولية.
تعتبر السيدة سليمة ريفي أنه لإنجازٌ كبير ما حققته جمعية “طرابلس حياة” خلال ما يُناهز السنة فقط على إنطلاقة عملها، من مهرجان على مساحة الوطن ككل “مهرجانات طرابلس الدولية”، والتي نقل المدينة إلى حيث يجب أن تكون، فبث الراحة والفرح في نفوس الطرابلسيين وسائر محيط المدينة وحتى حدود بعيدة، ذاك المهرجان الذي ووفقاً للسيدة سليمة ريفي كسر حاجز الخوف الموجود في نفوس من أتى لحضوره، خاصة أبناء الشمال المحيطين منهم والبعيدين، لأن طرابلس تستحق “أفضل حياة”.
ترى السيدة ريفي أن الهدف من هذا المهرجان ليس تجارياً على الإطلاق، بل أن ريعه يعود لهدف مُقدس ألا وهو معالجة آفة التسرب المدرسي، حيث وفي العام الماضي تم تسجيل 1157 تلميذاً في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية من خلال المرود الذي حققه المهرجان، وهذه السنة سنكون أمام أعداد إضافية من المستفيدين لنؤمن تعليماً مضموناً لمن يستحق ونعالج بذلك آفة التسرب المدرسي التي تودي بشبابنا نهو التهلكة.
تتحدث السيدة ريفي عن “ليالي رمضان” التي أقامتها الجمعية في خان العسكر خلال شهر رمضان الفائت، مع ما حملته تلك الليالي الجميلة من تنشيط للعجلة الإقتصادية في تلك المنطقة المعروفة بكثافتها السكانية (منطقة شعبية)، مبدية إعجابها ورضاها بما تحقق، خاصة وأن الحضور كان متنوعاً، فبعض سفراء الدول الاجنبية حضر إلى هناك برفقة مجموعات أجنبية معهم.
وعن المرود الذي تحقق من هذا الحدث، فأكدت أنه سيتم زيارة لمركز سرطان الأطفال في طرابلس وتقديم مبلغ مالي تم جمعه من بطاقات الدخول، معتبرة أنه هذا هو الهدف الأسمى والأقدس لأي عمل نقوم به.
مضيفةً: ستقوم الجمعية بإقامة مهرجانات دائمة عند كل معلم من معالم طرابلس، من القلعة وغيرها، لنبُث الفرح في النفوس، ونُقدم العون بعدها لمن يحتاج، وهذا هو صلب عملنا، إذ أن طرابلس بحاجة لنهضة إقتصادية، نأمل أن نكون شركاء في تحقيقها، بدءً بإنجاز إقامة مهرجانات طرابلس الدولية وصولاً لكل حدث نُنجزه مهما كان بسيطاً.
ترى السيدة ريفي، أنه علينا أن نخلع شعار أن طرابلس إرهاب، فهي الأم والأب والحاضنة الفعلية لكل الوطن، وأحد أعمدة صمود هذا الوطن، وبدونها لا وطن ولا حياة ولا تاريخ، وعلى كل فرد مؤمن بطرابلس أن يُجسد هذا الإيمان على أرض الواقع.
وعما يُقال أن جمعية “طرابلس حياة” هي لفريق واحد، وتعمل بالسياسة من باب الفنون وغيرها، إعتبرت السيدة ريفي أن الجمعية ليست حكراً على أحد، ومن يريد أن يتعاون معنا أو نتعاون معه فنحن جاهزون لذلك.
تتابع: أنا إمرأة ترى الجانب الإيجابي من الأمور ولا أنظر للشوائب مهما كانت كبيرة، وقد قُمت بجولة على مختلف زوجات نواب طرابلس ووزرائها لإنشاء جمعية تضمنا جميعاً خدمة لمصلحة المدينة، لكن تفاجئت بالردود السلبية وعدم رغبة أحد في العمل، كما وفيما خص مهرجانات طرابلس فقد قمت بزيارة كل فعاليات طرابلس من الوزير محمد كبارة والوزير الصفدي والوزير فيصل كرامي والرئيس ميقاتي لدعوتهم، إلا أنهم لم يحضروا، وهنا لا بد لي من أن أقول ” إلتمس لأخيك عذراً”.
مضيفةً: أنه عندما قامت عقيلة الوزير الصفدي بإحتفالات خلال عيدي الميلاد ورأس السنة كنا أول الحاضرين لا بل والداعمين لذلك، كما ودعمهم لنا في بعض الأوقات.
وتشير السيدة ريفي إلى أن العاشر من الشهر الحالي سيكون يوماً لكل طرابلس من خلال إقامة سهرة فنية يحييها فنانوا طرابلس حصراً أمثال محمد الشعار والملك إسماعيل ضمن “سهرة طرابلسية” جامعة، والدخول مجاني لكل من يرغب.
توجه السيدة ريفي عبر موقعنا رسالة لشباب طرابلس وناسها، بأن بابها مفتوح لأي شخص، وخاصة لمواهب المدينة، ممن حُرموا من التعبير عما بداخلهم من طاقات، معتبرة أنه بإمكاننا صنع الكثير، وسنعمل .. والأيام بيننا!