حوار ومتابعة: هشام فارس
جومانا شمعون ممثلة لبنانية دخلت عالم التمثيل منذ العام 2005. في رصيدها العديد من الأعمال الجميلة منها مسلسل: صولو الليل الحزين- حياة سكول- متل القمر- أمير الليل وغيرهم.. تتمتع جومانا بصراحة وجرأة جميلة تجعلها إنسانة شفافة وصادقة مع نفسها بالدرجة الأولى ومع الآخرين. في هذا اللقاء الجميل تطرقنا للعديد من الجوانب الحياتية والعملية للممثل.
- أولاً لماذا لم نرى جومانا شمعون في رمضان 2017؟ هل هناك من سبب معين؟
صحيح.. لم أشارك في أعمال رمضانية لهذا العام، فقط حللتُ ضيفة شرف على مسلسل “وين كنتي”. عُرض عليّ المشاركة في مسلسلين يُعرضوا الآن على رمضان لكن لم يُقنعني الدور ولم يأتِ على قدر توقعاتي.
- هل أنت راضية عن مشوارك التمثيلي؟ وعلى من تضعين اللوم في عدم إعطاء كل ممثل حقه المعنوي؟
راضية حتى الآن عن الأدوار التي قمتُ بتأديتها لأنني أديتها عن قناعة وحب، لكن طبعاً لا زلت أنتظر فرصتي في تقديم ما لدي من طاقات كي أكون راضية كلياً عن نفسي.
والمشوار لا زال طويل والطريق أمامي طويلة حتى أكون مكتفية في الوصول لجزء من حلمي في التمثيل. لكن مشكلة بعض شركات الإنتاج اليوم أنهم يحتكرون عدداً من الممثلين باتوا بمثابة جزء من الشركة وجميع الأدوار لهم، حتى إن لم تكن مُناسبة، فقط لأن هذا الممثل تابع لهذه الشركة، لنرى عدد من الممثلين الذين يستحقون أن يظهروا على الشاشة جالسين في منازلهم يشاهدون فقط والبقية موجودة على الشاشة دائماً.
تُضيف: بالنسبة لإعطاء كل ممثل حقه (المعنوي) لا أضع اللوم على أحد فمن المفروض على الممثل أن يُعلم دوره في المشاهدين، وأن يترك بصمة ويضع على وجوههم علامات الإعجاب حتى في الأدوار الشريرة، من خلال توصيل الشخصية كما هي، فهذه تكون المكافأة المعنوية للممثل.
- أديتِ دور الشخصية الشريرة في مسلسل “متل القمر” ودور الشخصية الحنونة في عدة مسلسلات كمسلسل “أمير الليل” وشخصيتك الحقيقية كما يعلم الجميع هي الأم الحنون. برأيك متى يجب على الإنسان أن يكون شريراً خصوصاً في أيامنا هذه؟
دور “سليمة” في متل القمر كانت تلك الشخصية التي أجبرت أن تكون شريرة لتأمين لقمة عيشها من أصحاب القصر التي تعمل لديهم فهي لا تملك ملجأ تحتمي به إلا هذا القصر، فكانت مُجبرة على مُجاراة صاحبة القصر كي تحمي نفسها. لكن عادة في تكوين الإنسان هناك الخير والشر، في الشخصية الخيّرة نرى الشر قليل والعكس صحيح.
تتابع: الظرف هو الذي يحكم علينا تفريغ الشر أم الخير وهنا يُعرف الإنسان إن كان شريراً أم خيّراً. لكن طبعاً لا تستطيع دائماً أن تكون حنون وطيب عندما تكون مضطراً أن تكون شرساً وأن تُحافظ على حقك.
- ما هو العمل الأحب على قلبك ولماذا؟
الدور الأحب والذي شعرت بأنه لبسني وأعطيته كل طاقتي هو دور نجاة في مسلسل “صولو الليل الحزين” للكاتب طوني شمعون. شعرت أنه دور قريب جداً من شخصيتي وهو الأم التي تخاف على أولادها.
- رأيناكِ فقيرة في مسلسل “صولو الليل الحزين” كم باتت مجتمعاتنا اليوم مطبوعة بما يُسمى المظاهر؟ وكم أصبح المال هو المعيار الأول لتقييم الشخص برأيك؟
نعم للأسف. أولاً هي لم تكن فقيرة إنما متوسطة الحال، في أيامنا هذه المال هو تلك الظاهرة الطاغية بشكل كبير جداً. أحياناً تخجل من طغيان المادة على الأشياء السامية الموجودة في الإنسان. فأصبحنا نُركز فقط على ملابس الإنسان وعطره وسيارته. حتى في التمثيل كثر هم من يهتمون بأحمر الشفاه والشعر والماكياج وينسون الأداء والمشهد. فيذوب المشهد بالمظاهر التي طغت عليه.
- تقولين أن الممثل يُعطي كل ما يتطلبه العمل كي يعود ليُطالب هو بحقه. كم تؤثر هذه السلوكيات على إنتاجية الممثل اللبناني في بعض الأماكن وعلى من نضع اللوم أيضاً في هذا الموضوع؟
المُمثل المُحترف الذي يقوم بواجباته على أكمل وجه ويكون في وضع يحترم الجميع ويعطي العمل من ذاته ومن وقته. هو الممثل الذي يُضحي بالكثير من الأشياء كي يكن على قدر المسؤولية لكن للأسف قلة هم من يكافؤونك. اليوم إن نجح إبنك تُـقبله وتكافئه، نحن نقوم بالعمل ويُعرض لأكثر من مرة ولا زلنا نطالب بحقوقنا بطريقة لا تليق بالتضحيات التي قمنا بها. أنا برأيي على شركات الإنتاج أن تعتبر الممثل موظفاً لديها وتقوم بتسديد أتعابه دائما وبهذا إفادة للطرفين فالأول لن يعاني لاحقاً من تراكم ديونه والثاني (أي الممثل) يكون قد حصل على أتعابه.
- هل تفضلين الأدوار الشريرة لأنها عكس شخصيتك وبالتالي تضعك في حالة تحدي إيجابي مع الدور؟
من المفروض على الممثل لعب كل الأدوار، ففي المرتبة الأولى يكون في حالة إختبار لخوض جميع الشخصيات، وليس مبدأ أن الأدوار المُعاكسة لشخصية الممثل هي الأدوار التي ينجح بها. طبعاً سيكون بحالة تحدي مع الدور لكن على الممثل أن يخوض جميع الأدوار. أنا شخصياً تستفزني الأدوار المُركبة فـأحب لعب دور العمياء مثلاً أو المتسولة، أدوار غريبة تستفز المشاهدين.
- ما هو رأيك في هذه الهجمة لفنانين جدد لا يمتلكون لا الصوت ولا الحضور وبأغنيات هابطة جداً؟
بتنا نكرر كلمة للأسف كثيراً. لا أعلم ما هي هذه الموجات التي تجتاحنا وتتوسع فجأة. لكن في النهاية كما يقول المثل “لا يصح إلا الصحيح”. عندما تجتاحنا موجة كهذه وتعود لتغني نجوى كرم أو ماجدة الرومي أو أي فنان عظيم من بلدنا الحبيب سيختفوا تلقائياً هؤلاء الذين أُشبههم للفقاعات. فهم يكبرون ويتفشون ثم يختفون فجأة. بالنتيجة لا يبق في الساحة إلا من هو قد هالساحة.
- ما هي هوايات جومانا في أوقات الفراغ؟ وهل تفكرين بالإعتزال أو التوجه نحو حقل آخر إحتمال حتى أن لا يكون فني من الأساس؟
للصراحة ليس لدي هوايات معينة لكن كنتُ أكتب خواطر وشعر، فالأدب يستهويني وكنتُ أحلم دخول مجال الصحافة. أحب المطالعة دائما لكن تعلم إنشغالات الحياة التي تبعدنا أحياناً عن أمور كثيرة في حياتنا.
تُضيف: بالنسبة للإعتزال الإعتزال كلمة كبيرة علي. هذه عبارة تُقال لمن مرّ عليهم زمن في الفن. أنا في هذا المجال منذ 11 عام فقط. ومنذ فترة وجيزة حتى بدأ الجمهور يتعرفون على جومانا شمعون. ففي السابق لم يكن يربط الجمهور إسم جومانا شمعون بالشكل لأن معظم الادوار هي شخصيات أكبر مني سناً. وفي الحقيقة هذا شيء يُحزنني ويُفرحني في الوقت نفسه لأنني أعتبر أن تشخيصي للدور ألغى شخصيتي الحقيقية. أتمنى أن تأتي أعمال قادمة تُعرف الجمهور على جومانا أكثر.
- سؤال مع أو ضد: الزواج المدني – الزواج من غير دين- المساكنة.
أنا ضد الثلاثة لكن بالتحديد ضد المساكنة. لكن في الحياة هناك بعض الظروف التي تحكم بعض الأشخاص للقيام بهذه الأمور. أنا لست ضد الفرد بل ضد الفكرة بشكل عام. أحترم كل من يكون مع هذه الأمور لكن أنا كجومانا شمعون لا أحبذهم.
- السؤال الأخير ما هو جديد جومانا شمعون؟ وكلمة أخيرة لكل القراء.
أصور حالياً مسلسل الحب الحقيقي من إنتاج مي أبي رعد وإنتاج LBC إخراج جوليان معلوف. بالمشاركة مع نخبة من الممثلين، مسلسل سيُعرض في الشتاء القادم. مسلسل مأخوذ عن قصة مكسيكية مدبلجة من مئتان حلقة. دوري فيه مهضوم. ولا زلت أقرأ عدة أعمال للمستقبل.
أقول لكل محبيني ولكل القراء أنا إنسانة صعدت السلم درجة درجة لم تتسن لي العديد من الفرص . ما قمت به حتى الآن كنت أحلم بالقيام به في سن أصغر. لكن يقول المثل أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً. أتمنى أن أقدم لكم أعمال تنال إعجاب الجميع. شكر كبير لك ولموقع تحقيقات وشكر خاص للصحافي محمود جعفر صاحب هذا الموقع الذي يقوم بمتابعتي دائماً. أتمنى ان يعم السلام في كل الأرض وأن تنتهي كل الحروب التي نشهدها اليوم.
جومانا شمعون ترى بين حروفها تواضعاً جميلاً واناقة في الكلام قل مثيله. تقوم بالتعبير عن مواقفها بكل إحترام لأنها سيدة بكل معنى الكلمة. العديد من الممثلين غُيبُوا قسرا أو عمدا لكن كما قلت لا يصح إلا الصحيح ولا بدّ من طاقات تمثيلية توازي طاقاتك أن تصل للجمهور حتماً. من شبكة تحقيقات ومن برنامج “مع هشام فارس” تحية لك مع أمنياتنا بالنجاح الدائم.