كتبت: ابتسام غنيم
تصوير: رواد ساحلي
لا يختلف اثنان من ان السن له حق علينا، ولا يختلف الكثيرون من ان لكل منا مزاجه وشخصيته وطباعه، لكن ان غلبت الطباع على التطبع خصوصاً إذا كان التطبع جنونيا فهنا الكارثة الكبرى.
في مهرجان”الزمن الجميل اواردز” الذي يترأسه الجراح التجميلي الاول بلبنان دكتور هراتش سغبزريان وتضم لجنته مجموعة من اهل الفن والاعلام كان من المقرر تكريم الممثلة السورية رغدة عن مشوارها الفني، وذلك في الريجنسي بالاس حيث يقام المهرجان وقامت بتغطيته محطة الmtv، وكلمة حق تقال ان رغدة لها اعمال فنية كثيرة وجميلة مع عدد من نجوم مصر التي احتضنتها.
لكن يبدو انها بعد مسلسلها الاخير”الشك” الذي قامت ببطولته النجمة الشابة مي عز الدين ولعبت رغدة دور امها، قطعت رغدة الشك باليقين ولاشك انها لم تعد متصالحة مع نفسها ولا من حولها وصارت تريد لفت الانتباه اليها بطريقة او باخرى، وكان اخرها وحتماً لن تكون الاخيرة ما اقترفته من “جرصة” لا تناسب سنها في مهرجان” الزمن الجميل”.
فهي ما ان صعدت على خشبة المسرح لتعتلي الجائزة بعد ان قدمتها لها كل من الاعلاميتين مهى سلمي وميراي عيد مرفقة بأرقى العبارات، حتى هاجت وماجت وشكرت والدها الروحي الفنان الكبير دريد لحام على حد قولها بأسلوب غير لائق على الاطلاق ثم ارفقت شكرها بوصلة تقليدها للفنان لحام بشكل ساخر لا يليق بتاريخه المشرف.
لتعود وتفقد توازنها اكثر واكثر وتقول انها اتت لتتكرم في لبنان لكن لديها الكثير مثل تلك الجائزة وراحت تلوح بيدها ساخرة وهي تحمل الجائزة مضيفة ان لديها واحدة مثلها اي للجائزة اخذتها من ليبيا (وتقصد بعهد معمر القذافي) لتعود وتقول انها رغداء ابنة حلب الشهباء وانها لحظة وصولها الى لبنان لبت دعوة السفير المصري بلبنان بمنزله مع مجموعة من المكرمين(وتقصد النجوم المصريين) وان لا احد يستطيع ان يحجب ارائها السياسية وانها وانها وانها.
وتعود وتخبط الجائزة على المنصة ثم تقول بصوت متحشرج” هاد الجائزة عنا منو كتير.. انا رغداء.. انا ابنة حلب الشهباء.. انا .. انا.. ” ما يعني ان الانا بداخلها تفاقمت واوصلتها الى حالة من اللاوعي لتغادر بعدها المسرح ثم تعود ثم تغادر، الأمر الذي جعل كل الحضور يستغرب ويستهجن تصرفها.
لتبقى الاسئلة المفترضة لماذا تصرفت رغدة على هذا النحو؟ وما دامت ترفض التكريم ولديها العديد من الجوائز لماذا وافقت عندما تلقت الدعوة على الحضور الم يكن بأمكانها الاعتذار مادامت حاصدة الجوائز كما وصفت نفسها؟
واذا سلمنا جدلا انها انزعجت من شيء ما الم يكن بإمكانها الانسحاب بهدوء على الاقل احتراما لسنها بدلا من الجرصة التي قامت بها على المسرح؟ ولماذا كانت طوال الوقت تفتعل الشغب كصعودها الى المسرح لحظة تكريم الكبير دريد لحام وافتعالها حركات هستيرية بمد لسانها.
ثم الشوشرة على كلمة الكاتب الدكتور مدحت العدل لحظة تكريمة وتحديدا عندما كان يلقي قصيدة عن سفيرتنا الى النجوم فيروز الامر الذي جعله يقول لها بأدب جم” لو سمحت يا مدام رغدة عاوز اتكلم” فهبت واقفة وقالت له” دموازيل رغدة من فضلك”؟
وما علاقة اراؤها السياسية بتلبية دعوة السفير المصري بلبنان الى منزله مع المكرمين؟
اسئلة كثيرة تفرض نفسها جراء ما اقترفته رغدة التي حتما نست انها في لبنان بلد الحرف والحضارة والرقي والجمال وانها مدعوة للتكريم، وحتما تغافلت انها بوطن الحرية والديمقراطية، ولا شك انها انفصلت تماما عن نفسها عندما زجت اسم السفير المصري بلبنان بارائها السياسة التي تجاهر بها.
وبالتأكيد هي اضحت غير متصالحة مع نفسها عندما قالت انها من حلب الشهباء ناسية انها لا تمثل الا نفسها ولا تمثل سوريا الابية وطن ابو خليل القباني وصباح فخري ودريد لحام ومنى واصف ونزار قباني ومحمد الماغوط ونهاد قلعي ومصطفى العقاد وكوكبة كبيرة من المبدعين والمثقفين.
رغدة التي قدمت قبل سنوات “بلقيس” يبدو انها لا تزال ترتدي الشخصية التي تقمصتها على المسرحة فأرادت ان تكون على هذا النحو بمسرح “مهرجان الزمن الجميل” لكنها خانت نفسها او بالعكس وكتبت “تقرير ” جناياتها وتحكم على نفسها بالعيش ب”الدوائر المغلقة”