حوار ومتابعة-شبكة تحقيقات الإعلامية
هشام فارس
جمهوري يُعطيني القوة ويُحملني مسؤولية كبيرة ولا شيء يجعلني أعتزل المسرح إلّا قصرياً.
مخرج، ممثل، ومؤلف لبناني. قدم للجمهور العديد من الأعمال التي لا زالت راسخة حتى اليوم، يعتبر أن المسرح هو الأجمل والأصعب لأنه تعاطي إنساني مباشر مع الجمهور.
على خلفية مسرحيته الجديدة “بالكواليس” كان لبرنامج “مع هشام فارس” هذا الحديث السريع مع الفنان جورج خباز.
- تُعرض حالياً مسرحيتك الجديدة بعنوان “بالكواليس” أخبرنا أكثر عن قصة المسرحية
تحكي المسرحية عن رجل وزوجته، الزوجة فنانة مشهورة تغني أغنيات شعبية، والرجل شخصيته ممحية بسبب شهرة زوجته، وبالتالي لا يستطيع أخذ أي قرارات تتعلق بمنزله، فيقرر أن يقوم بثورة على واقع حاله.
وبالتالي يذهب لكواليس عالم الشهرة التي تأخذنا إلى كواليس مجتمعنا بشكل عام، الكواليس المُزيفة المبنية على المصالح والقشور للأسف طبعا..
- غفيرٌ من الجمهور دائماً ما يهرول لمشاهدة أعمالك الجميلة. هل هذا الشيء يضعك أمام خوف من مسؤولية أكبر أم على العكس يُعطيك الطاقة على الإبداع وتقديم أشياءً جديدة دائما للجمهور؟
الإثنين معاً. يُعطيني القوة ويُحملني مسؤولية بنفس الوقت، يُعطيني القوة ويجعلني أمتلك معنويات عالية وثقة متبادلة بيني وبين الناس.
وبنفس الوقت يُحملّني مسؤولية بأن هذا الكم الكبير من الجمهور الذي ينتظرني والذي يثق بأعمالي كيف عليّ أن لا أستخف بعقولهم وكيف علي أن أستطيع تقديم لهم عملا يُرضي طموح مجيئهم لمسرح جورج خباز، ووجود الإثنين معاً، تعطيك الثقة بالنفس وتُحملك مسؤولية كبيرة.
- هل حصل أن بدأت بكتابة مسرحية جديدة بينما لا زلت تعرض مسرحيتك الحالية؟
نعم دائماً. أنا بالعادة أبدأ بعرض مسرحيتي في كانون الأول تقريباً، بينما في شباط أو آذار أبدأ بكتابة مسرحيتي الجديدة، فأُكرس وقتي المتبقي بعد عرض المسرحية لكتابة عمل جديد إن كان مسرحي أو سينمائي.
- لكن، هذا الشيء لا يخلق لديك إزدواجية: بين الأدوار التي تكتبها والأدوار التي تلعبها على المسرح؟
كلا لأنني على المسرح نكون قد دخلنا في الأجواء وقطعنا شوط كبير من التمرينات، وأنا أصلاً لا أحمل معي عملي وشخصيتي إلى المنزل.
تنتهي شخصيتي عندما ينتهي العرض أو عندما تنتهي اللقطة، لذلك لا تحصل أبداً الإزدواجية.
- ما هو الشيء الوحيد الذي يجعل جورج خباز يعتزل المسرح؟
لن أعتزل المسرح إلا لظروف قاهرة. مثلاً إن حصل معي خلل صحي أو ذهني أو إذا لم يعد مسرحي يستقطب جماهير وحضور.
بصراحة في هاتين الحالتين فقط. يعني لا شيء يجعلني أعتزل أو أتوقف عن المسرح إلا قصريا.
لا أعتزل إختياريا أبداً..
- السؤال الأخير، إلى أي مدى سرق المسرح أموراً كثيرة في حياة جورج خباز؟
بدون شك عملي أخذ كثيراً من حياتي، لكن عملي هو حياتي. يعني لا أستطيع القول أنه سرق مني حياتي لأنه محور حياتي الثقافية والعاطفية والإنسانية والإجتماعية. فهو إن أخذها مني لكنه يعطيني حياتي بالمقابل وهذه هي اللذة.
لن أنكرَ بأن خوفاً ما إنتابني وأنا أحاور شخصية راقية وجميلة أضحكت الملايين، لكن منذ الكلمة الأولى يُعطيك جورج خباز بتواضعه وأخلاقه العالية جدا راحة نفسية، فهو كـسُنبُلة القمح كلما امتلأت إنحنت تواضعاً.