مجدداً، يموت طفل على ابواب المستشفيات في طرابلس، ليس لذنب سوى أنه فقير، وُلِد وسط عائلة مستورة، وفي مجتمعٍ ظالم ووقح.
سقط محمد ضحية جشع أصحاب المستشفيات، ممن يتحججون أنه لا يوجد أماكن كافية لاستقبال المرضى، طالما يجدون أن عائلته غير قادرة على تامين ثمن العلاج، ولو كان العكس لاستقبلوه بالورود، ووفروا له سبل الأمان كافة.
هي ليست المرة الاولى ولن تكون الأخيرة حتماً، طالما أن المؤتمنين على مهنة الطب، باتوا لا يجدون فيها الا المكسب المادي والشطارة، على حساب الناس وكراماتهم، وعلى حساب حق كل انسان في الاستحصال على العلاج اللازم.
وزارة الصحة والتي تخرج ببيان بعد كل حالة وفاة، بات دورها مشبوهاً لتغطية فساد اصحاب المستشفيات، فيما المصيبة يتحملها من سقط وخاصة عائلته، التي تتحسر طوال العمر على غياب فقيدها لسبب تافه جداً “لا يوجد مال”.
باتت مهنة الطب في لبنان دونها شبهات، فالمستشفيات ترفض استقبال اي مريض بلا اموال مسبقة، وتجار يحكترون اسعار الدواء، حتى بات المواطن محكوماً ومحاصراً حتى بصحته، فبات يخاف من الموت على باب مستشفى او عدم تمكنه من الحصول على علبة دواء، في بلد المافيات والسرقات دون حسيب ولا رقيب.
محمد ذهب، وهو اسم انضاف لمن سبقه، لتبقى ارواحهم تلعن كل مستشفى رفضت استقبال من لا يملك المال، وتلعن معها وزارة الصحة وكل مسؤول ظالم في هذه الدولة، التي باتت عنواناً لاحتقار شعبها واذلالهم بأبشع الطرق والاساليب، في مقابل ثروات طائلة ما جُمعت الا من عرق الناس وتعبهم.