رصد ومتابعة – شبكة تحقيقات الإعلامية
أحمد عساف
حال تيار المستقبل في طرابلس وعموم الشمال ليس كما كان عليه في السنوات السابقة، كذلك الأمر بالنسبة لحزب الله في دائرة بعلبك-الهرمل تحديداً، فكلا الحزبين رغم تباعدهما الفكري والإيديولوجي والتنظيمي، لكنهما شركاء في تجاهل أصوات الناس وتحقيق الحد الأدنى المطلوب من الإنماء، لا بل حرمان الناس من حقها الطبيعي في العيش الآمن بعيداً عن شبح الحاجة والعوز والذل على أبواب هذا وذاك
يسعى حزب الله جاهداً للَبوس حملته في دائرة بعلبك-الهرمل ثوباً سياسياً صرفاً، ووضع الناس أمام حرج من أمرها، إذا ما أرادت حجب أصواتها عن أعضاء كتلة الأمل والوفاء، لصالح تيارات وشخصيات تحمل شعار إنقاذ بعلبك وأهلها من الحرمان القاتل، باستثناء القوات اللبنانية التي تخوض معركة سياسية هناك، فحزب الله لا يُوفر وسيلة إلا ويحثّ الناس من خلالها على أن تكون إلى جانب فوز لائحته كاملة، وهو الذي لا يعطي هذا الاهتمام الانتخابي لبعلبك تماماً كما بقية الدوائر التي يرى نفسه مرتاحاً للفوز بها، لكن اداركه ان المزاج الشعبي تغير، فلم يجد أمامه سوى رصّ الصفوف، فالمعركة مع حزب الله هناك صرف انمائية، أما موضوع المقاومة فلا جدال به ولا نقاش
شمالاً، في طرابلس وعكار، فتيار المستقبل يسعى لشد عصب الناس، وزيارة الرئيس سعد الحريري تصب في هذه الخانة، ليعيد المجد لتياره، واستدراك حالات التفلت الكبيرة وخسارته لقاعدة شعبية كانت طوال الفترات السابقة خزانه الشعبي
ما هو مشترك لدى حزب الله وتيار المستقبل كذلك، هو قيامهما بالضغط والتأثير على بعض المرشحين لعزوفهم عن الاستمرار في ترشحهم، لإعطاء معنويات لمناصري كلا الطرفين
إذاً، الأنظار متجهة يوم 6 أيار، لبعلبك وطرابلس تحديداً، ونوعاً ما لعكار، فهل تصل رسالة الناس الاعتراضية حد الخرق المطلوب، أم تقرر الاخيرة البقاء على العهد لمن لم يفي مع حقوقها بأي عهد؟