خاص -شبكة تحقيقات الإعلامية
بات لبنان عنوان الصراع العربي-الإيراني القديم الجديد، والذي تدخل فيه دول الخليج رأس الحربة في اعتقادها أنها تحمي امنها القومي من التمدد الإيراني في المنطقة، والتي يحاول أن يعيد الإمبراطورية الفارسية من بوابة العرب. ولأن حزب الله قوة كبيرة في لبنان اتخذ العرب قرار محاربته لضرب إيران من وراءه كما يعتقدون، فصُنِّف حزباً إرهابيا وساعياً لنشر الفوضى وافتعال النعرات الدينية، في بيان صادر عن اجتماع استثنائي لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بدعوة من الرياض
فهل حقاً أخطأ حزب الله بحق العرب ؟ وماذا عن العرب أنفسهم؟
حزب الله يستفز الدول الخليجية التي تعتبره المحرض الأول عليها، و خاصة المملكة العربية السعودية، كما ان هذه الدول كشفت وفق ما نشرته على شاشاتها مشاهد لمجموعات اعتقدت أنها تنتمني لحزب الله وتقوم بإنشاء خلايا لها في دول عربية عدة، بهدف إحداث البلبلة الداخلية في هذه الدول، وتأسيس خلايا تنتمني لحزب الله للبدء بمرحلة تحقيق حلم إيران في تمددها العربي، هذا هو تحليل العرب عن حزب الله
ولكن، تعالوا لنتكلم بواقعية مهنية دون مواربة او تشويه لأي حقيقة مهما كانت قاسية، فحزب الله وسع دائرة نشاطاته عربيا بشكل يطرح علامات استفهام كثيرة مستغلاً كل نقطة خلل في منظومة الإدارة العربية، فعمل على إنشاء خلايا وتأسيس مجموعات حزبية، هو حقق انتشاره بطريقة أو بأخرى، وهو امر أثار مخاوف تلك الدول وهي تحديدا (البحرين- الكويت- السعودية بالدرجة الأساس )، فعملت على الباس حزب الله لبوس الإجرام والإرهاب والاحتلال، مدعية أنها أوقفت خلايا وهي صحيحة وتمثل حزب الله لكن تحت اتهامات هي حتما من صنع مخابرات تلك الدول ومطابخها السياسية
حزب الله أخطأ في اعتقاده أنه أكبر من تلك الدول ويستطيع بالتالي ان يكون حرا في أنشطته كما لبنان، والدول نفسها أخطأت كذلك في تشويه متعمد لصورة الحزب من أجل ثنيه عن تحقيق اي إنجاز خوفاً من تمدد قد يحققه ويضر بواقع تلك الدولالدول
ان هذا المدّ والجزر اوصل لنقطة انحلال جعلت من إمكانية التلاقي شبه مستحيلة، فهل سنشهد على أساليب جديدة من الصراع؟! أم تكون المرحلة القادمة مدخلاً لوئام عربي- ايراني يستفيد منها حزب الله؟