خاص تحقيقات – خالد بحيحي – مدير مكتب تونس
يعيب العرب دائما التخلف الذي يعيشونه مقارنة مع الغرب حيث تختلف التأويلات و تتباين التفسيرات في محاولة لفك رموز هذا الفارق الهائل بيننا و بينهم والذي بسببه صُنفنا كدول العالم الثالث وفي هذا المقال سنحاول اظهار بعض الفوارق بين العرب و الغرب لنستخلص بعد ذلك ما إذا كانت تسمية “الدول المتخلفة” تنطبق على العرب أم انها محض مظهر من مظاهر التمييز العرقي
الغرب قوم يعشقون الفكر المتحضر لذلك نراهم يلتهمون الكتب التهاما و يسبحون في محيطات المعرفة دون كلل او عياء. اما نحن العرب فلا نعلم من الكتب سوى عناوينها و إذا طالعنا لا نتعدى نصف الصفحة طوال السنة.
عند الغرب نلتمس المعنى الحقيقي للحرية ,لا احد يمتلك السلطة التي تٌخول له التدخل في شؤون الآخرين أما عندنا الحرية هي ان أتعدى حدودها عندي و افوض نفسي مسؤولا عن تصرفاتك و اقوالك.
هم استفادوا من تاريخهم و من الحروب الدموية التي خلفت خسائر مهولة لذلك انصرفوا الى تشييد مجدهم الجديد و الى بناء انظمتهم الديمقراطية التي تضمن الحقوق و الحريات اما العرب فلم يستفيدوا ولو قليلا من نكساتهم و تقهقرهم و ظلوا يبكون الاطلال بل واصلوا اقتتالهم فيما بينهم بغية فرض الذات بشتى السبل و اسسوا ديكتاتوريات تستبيح حرمة الفرد و تسلبه حريته .
بالنسبة للغرب سن الشباب هو من أهم مراحل العمر و أكثرها حساسية لذلك نلفيهم يولون شبابهم عناية فائقة و يحضرونهم لخوض معركة مع الحياة, في حين يلقى الشباب العربي اهمالا فائقا يسلب منه ارادته و يجعله فريسة سهلة للانحراف و كله تحت شعار” شبابنا هو مستقبلنا”
حين تتجول في شوارع الغرب تخال نفسك في الجنة حيث الجمال و الهدوء و الكل يسعى جاهدا الى المحافظة على بيئته نظيفة و خضراء اما شوارع العرب لا ترى فيها سوى القمامة و الدمار و لا تشم فيها سوى رائحة الدماء و الموت
في كل نهاية سنة يكرم الغرب مُثقفيهم و مبدعيعهم فيمنحونهم جوائز و حوافز تزيد من حماسهم لذلك نراهم مقبلين على العلم كما نقبل نحن عن الاكل. في نفس السنة يقدم العرب جثة مفكر او عالم قربانا للالاه الجهل و التخلف بتعلة ان علمه كافر و فيه فساد للامة
كانت هذه بعض من اوجه المقارنة بين العرب و الغرب و التي لا تجعلنا سوى حائرين و مبهمين امام ما فعلناه بانفسنا و هو ما زاد في اتساع الهوة بيننا و بينهم
خلاصة القول “بين العرب و الغرب نقطة فاصلة”