رصد ومتابعة-شبكة تحقيقات الإعلامية
ضجَّت مواقع التواصل الإجتماعي بخبر وفاة المتسولة التي وُجد بحوزتها مبلغ نقدي يُقدر ب خمسة ملايين ليرة لبنانية وحساب مصرفي أكثر من مليار ليرة لبنانية
هذا الخبر لم يمر مرور الكرام، فلم يبقى أحداً إلا وعلَّق عليه، فهذا الذي دعا للنزول للشارع للتسول، وذاك الذي قرر ترك عمله والالتحاق بالتسول، وما بينهما كُشفت الكثير من الخبايا التي هي ظاهرة في الاصل، كشفت حجم الشحّ المالي الذي يعانيه الشعب اللبناني وحجم الضائقة الاقتصادية التي يرزخ تحت وطأتها، كشفت كيف ان الشعب اللبناني أصبح يعتبر أن حيازته على الثروة والأموال في هذا الظرف من باب المستحيل، وهو ما كان يستوعب ولن يستوعب أن مبلغاً ضخماً هو بحيازة متسولة، مع الإشارة إلى أن هذا المبلغ يحتاج لمراجعات وبحث عن مصدره الكامل، حيث يُحكى أن جزءً منه هو وراثة حصلت عليه المواطنة التي تعاني من بعض المشاكل العقلية، وهذا كله يبقى حتى هذه اللحظة في إطار الكلام الاوَّلي
إذاً، وفاة المتسولة كشف ما نحن به غارقون، كشف تعطُّشنا لحياة كريمة، واستقرار مالي، كشف أننا نعيش من دون حياة، فقط تمرّ بنا الأيام، اما نحن فلن نمرّ على الإطلاق