لو قررت إدارة الفيسبوك يوماً إغلاق موقعها الأضخم للتواصل الإجتماعي ، فذلك سيتم لسبب مقنع “منع العرب من عرض عضلاتهم في اللَّقلة والنقل المغلوط للأخبار” بشكل بات فاضحاً ومرعباً ، ويدعو للريبة والخوف من غياب أي منطق وحتى مجرد عناء البحث البسيط لتبيان الحقائق.
والمعروف عن المواطن العربي سرعة تحركه في شتى المواضيع ، خاصة تلك التي يدخل الدين فيها كطرف وعلى الخط.
فقد غصّت مواقع التواصل في العالم العربي ولبنان تحديداً اليوم بخبر وفاة طفل سعودي ، حيث تم الزعم أن مواطناً سعودياً قام بنحره وأخذه من بين يدي والدته ، لمجرد معرفته أنهم من الطائفة الشيعية الكريمة.
حيث وكما يُشاع بأن الوالدة إستأجرت سيارة للذهاب لمرقد النبي محمد عليه السلام ، وعند صعودها السيارة قامت بالصلاة على النبي وآله الكرام ، فغضب السائق السعودي وتوقف فجأة ، نزل من السيارة وأخذ الطفل ، كسر زجاج السيارة ونحر به عنقه.
ومن خلال معاينة الوقائع ورصد الأحداث ، تبين أن تاريخ الحادثة يعود لأسبوع مضى وليس اليوم، وأن قصة نحر الطفل حصلت ولكن في إحدى المولات التجارية ، حيث كانت قوات الأمن تطارد شخص مشبوه ، فاستغل وجود طفل أمامه وأخذه كرهينة ، وما ان اقتربت قوات الأمن منه حتى عمد لنحر الطفل بطريقة بشعة وقاسية.
مجدداً ،تحتل الغرائزية المكان الأكبر في نفوسنا وعقولنا ، ومعها بتنا أسيري اللامنطق إلى ما شاء الله.