هي مأساة حوا دث السير اليومية على طرقات لبنان، حيث يسقط تباعاً شباناً في ريعان حياتهم، فيرحلون تاركين معهم ذكريات قاسية، ومخلِّفين معاناة وسط عائلاتهم وأحبائهم، لتبقى الدموع هي سيدة المواقف والكلام، ويتحول الفرح الى حزن دائم، و وجع مستمر، وآهات لا يمكنها أن تزول او حتى تخفّ.
مهدي فرحات ضح-ية جديدة على طرقات لبنان، حيث سقط نتيجة حادث سير مروع على طريق عام بعلبك، الشاب الذي تخرج في الهندسة المدنية، وسعى واجتهد حتى يحصل على وظيفة، لم تسعفه الايام حتى يفتخر بانجازاته وتعب سنينه، فشاء القدر أن يخط-فه من بين أهله ومحبيه، لتتحول أيامهم لذكريات قاسية ومُرَّة.
مهدي فرحات ليس آخر ضحا-يا حوادث السير على الطرقات، حيث بتنا أمام واقع اليم يتكرر يومياً، حتى بات عدد من سقط على الطرقات يتخطى من اخذتهم الحروب.
فالعائلات اللبنانية باتت تعيش تحت هاجس وشبح المو ت المجاني لها ولاولادها على الطرقات، خاصة تلك التي لا تتوافر ادنى شروط القيادة عليها، حيث لا انارة ولا ترتيب للطرقات، خاصة تلك التي تطل مباشرة على وادٍ، دون ان ننسى الطرقات التي تتنقل عليها الشاحنات الضخمة والمسموح لها بالقانون بالسير ضمن ساعات عمل يومية محددة، لكن في لبنان كل قانون قابل للتعديل او الاستنسابية بحكم الوساطة ومن يدفع اكثر.
بتنا امام واقع اسود وبشع، فإلى متى سنبقى نستهتر باروا حنا، وتبقى الطرقات تُبكينا؟