سواء أردنا أم لم نرد، كلنا سنموت يوماً ما، وبما أن المعتقدات والأديان المختلفة تقدم تفاصيل غيبية لما يحدث بعد الموت، يبقى الجانب العضوي وما يحدث للجسد نفسه بعد الموت أمراً علمياً بحتاً، وإلى حدٍّ بعيد، يمكن القول بأن تلك التفاصيل ليست جميلةً على الإطلاق.
التقرير الذي نشرته صحيفة “دايلي ميل ” البريطانية أشار إلى فيديو أعدته قناة AsapScience العلمية على يوتيوب، تناول الفيديو شرح ما يحدث بالتفصيل بدايةً من لحظة الموت وحتى آخر مراحل تحلل الجسم، قد ينتهي المطاف بما يتبقّى من جسدك وسط مجموعة الأزهار.
يبلغ عدد حالات الوفاة عالمياً في الدقيقة الواحدة 100 حالة، ويتناول الفيديو من خلال بعض الرسوم ما يحدث تحديداً للجسد منذ الثانية الأولى للوفاة.
الساعات الأولى
في الثواني الأولى عقب الموت، يتم استنفاذ الأكسجين المتبقي داخل الجسم سريعاً، كما يتوقف نشاط المخ. بعد ذلك، تتوقف الأعصاب بشكل كامل عن العمل ونقل الإشارات، ويتوقف المخ عن إنتاج الهرمونات التي تنظم وظائف الجسم المختلفة على الرغم من أن هذه العملية قد تستغرق بضع دقائق.
يتم استنفاذ مخزون الجسم من ثلاثي فوسفات الأدينوسين (ATP) أيضاً، وهو المسئول عن توفير الطاقة التي نحتاجها حيث يعتبر مصدر الطاقة الرئيسي للخلايا والعضلات، وهو ما يؤدي إلى توقف عضلات الأمعاء والمثانة عن أداء وظيفتها، مما يسبب عملية إطراح فورية عقب الموت في أغلب الأحيان.
عادة ما تبدو الجثث شاحبة اللون، ويظهر هذا الأمر واضحاً أكثر على ذوي البشرة الفاتحة، وهو ما يحدث نتيجة لتوقف تدفّق الدم بعد حوالي 15-20 دقيقةً بعد الوفاة بسبب توقّف عضلة القلب.
بعد بضع ساعات، يتحول لون الجسد إلى الأحمر والأرجواني نتيجة لترسيب الدم، ويصل الجسم إلى ذروة تلك المرحلة بعد مضي 12 ساعة من الوفاة، وهي بالتحديد الطريقة التي تساعد محققي الطب الشرعي في تحديد زمن الوفاة التقريبي.
أثناء تلك الفترة، تكون عملية أخرى قد انطلقت بالفعل، فبعد مرور من 3 إلى 6 ساعات بعد الوفاة تبدأ عملية تسمى بـ”التخشب الموتي”، حيث تحدث حالة من الانقباض الشديد للعضلات نتيجة لانعدام الطاقة وتسرب الكالسيوم من العضلات ما يؤدي إلى تصلبها، وتستمر حالة التصلب تلك على مدار 24-48 ساعة بعد ذلك الوقت.
الأيام الأولى بعد الوفاة
في أثناء حدوث تلك العمليات التي تحدثنا عنها، وفي حالة عدم حفظ الجثة كيميائياً أو بطريقة أخرى، تبدأ عملية تحلّل الجسم ببطء منذ البداية، حيث تبدأ خلايا الجسم في التجمع نتيجة لعدم تدفق الدم، ما يسبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجة الحموضة في الأنسجة.
يؤدي هذا الأمر إلى ضعف جدار الخلية وانفجارها بعد ذلك، لتنتج ما يسمى بالعصارة الخلوية، وهي عبارة عن بروتينات وإنزيمات تقوم بتحطيم الخلايا المجاورة بمساعدة 100 تريليون نوع من الكائنات الدقيقة.
بعد ذلك، تنشط البكتيريا اللاهوائية (لا تحتاج إلى الأكسجين للعمل) والتي تبدأ عملها بداية من الجهاز الهضمي، وغالباً ما تنطلق رائحة نفّاذة بالتزامن مع تلك العملية والتي يمكن أن نسميها “التعفّن”، حيث تقوم الروائح الكريهة تلك والصادرة عن تفكك الأحماض الأمينية بجذب الحشرات مثل العثة وأنواع الخنافس والذباب، حيث يقوم ذلك الذباب فيما بعد بوضع البيض في الأنسجة المتعفنة، ويفقس في غضون يوم واحد. تقوم اليرقات (ديدان) بعد ذلك بالتغذّي على الأنسجة حتى يكتمل بلوغها.
بعد بضعة أسابيع من الوفاة
تستهلك اليرقات 60% من أنسجة الجسم في غضون بضعة أسابيع، في حين تخرج بعض الغازات والسوائل الناتجة عن التحلل من خلال الثقوب التي خلّفتها تلك اليرقات.
بعد مرور 20-25 يوماً من الوفاة، تبدأ عملية التخمّر الزبدي، وتجذب عدة أنواع من اليرقات والطفيليات والفطريات، فيما يوصف بعملية التحلل الجاف، والتي تستغرق قرابة عامٍ كامل.
بعد أكثر من عام على الوفاة
في ذلك الوقت، تكون كل الأجزاء المتبقية من الجسم قد انتهت بالفعل أو أكلتها الحيوانات أو تغذّت عليها النباتات بعد مرور عدة أعوام، كما يتفكّك الجسم إلى أجزاء منفصلة، في حين تخضع الأجزاء الباقية لعملية إعادة تدوير طبيعية.
(huffpost)