الرئيس بري، مُدوِّر زوايا اللعبة السياسية في لبنان، وأحد أفقه السياسيين بالمخارج والحلول، التي لطالما يستخدمها لمحاولة اعادة احياء الواقع السياسي واخراجه من دائرة المراوحات والتجاذبات والهرطقات.
فالطالما عمد الرئيس بري لاعادة احياء رموز السلطة ومنع بحنكته السياسية من إحراج المجتمع المدني يوم وصلت المظاهرات لعتبة المئتي ألف متظاهر، فابتدع طاولة حوار سياسية جديدة، وصوّر المجتمع المدني على انهم مجرد اشخاص لا يمثلون رغبات الناس، حتى أنقذ الوضع له ولكافة وجوه البلد التقليدية.
اليوم، كان على الرئيس بري أن يُحرج تلك الطبقة السياسسة التي ساند بقاؤها ودافع عن وجودها، كي يُسجَّل له أنه أنقذ الوضع اللبناني العام من الانهيار، وهو المدرك أن هناك ولدنة سياسية تحصل، وشخصنة غريبة، وأن الناس قد سئمت وملّت وأعلنت كفرها بالدولة وبأغلب الوجوه السياسية، ومع هذا فنرى الرئيس بري يعاتب هذا وذاك عبر بيانات تُنسب اليه او عن مصادر مقربة منه، وكأنه يضع اللوم على ظروف خارجية أو مصطنعة، ويُعلن بذلك استسلامه لواقعٍ ضاغط مُعاش.
فهل يُبادر بري لبق البحصة ولوم نفسه ومن معه ومن ساندهم، خدمة لبقاء الوطن وصموده، أم يبقى متفرجاً على اداء سياسي أعرج، سيصيبه حتماً ومعه كل الوطن بأزمات وأمراض سياسية وأمنية عصيبة، نحن بالغنى اليوم عن تداعياتها!