المصدر: صحيفة المستقبل
جنّ جنون الزوجة عندما «أدخل» عليها زوجها «ضرّة»، فحزمت حقيبتها وحملت طفلتها وعادت إلى منزل أهلها «حردانة»، من دون أن تدرك أنها لم «تخسر» بذلك زوجها وحسب، إنما خسرت والدتها، وكادت أن تخسر شقيقتها أيضاً.
شهر مضى على ف.أ. في منزل أهلها، كان كافياً لأنْ «يعصف» في قلب الزوج المعاون أول في الجيش خ.أ. شوقاً وحنيناً لزوجته وطفلته على حدّ سواء، لكن تلك «المشاعر»، مشاعر الزوج، لم تنسحب على أفراد عائلة «حميّه»، الذين رفضوا إدخاله إلى المنزل، فما كان منه الا أن صوّب مسدسه باتجاه المنزل وأطلق عدة عيارات نارية أصابت حماته مقتلاً.
وجرحت شقيقة زوجته، ليواجه بذلك أمام المحكمة العسكرية تهمة قتل حماته قصداً ومحاولة قتل شقيقة زوجته بإطلاق النار عليهما من مسدس حربي غير مرخص.
مسرح هذه الجريمة كان في إحدى القرى العكارية، أما الزمان فكان الساعة الثامنة والنصف مساء، حين اقدم خ.أ. وبسبب خلافات عائلية مستحكمة ناجمة عن تعدد الزوجات، على إطلاق النار على حماته وشقيقة زوجته ز.ب. ما أدى إلى مقتل الأولى وإصابة الثانية في صدرها ويدها بطلق ناري.
في إفادته الأولية، زعم خ.أ. انه لم يحضر إلى منزل أهل زوجته حاملاً مسدسه على وسطه بهدف قتل أحد، إنما الطريق التي سلكها بين بلدته والبلدة حيث زوجته وأهلها هي طريق مقفرّة ولأن سيارته تتعطل باستمرار، ما يجبره على التوقف مرات عدة.
لا يذكر الرقيب أول، الموقوف منذ الحادثة التي وقعت في منتصف كانون الأول من العام 2017، عدد الطلقات التي أطلقها ولا تلك التي كانت محشوّة بالمسدس، ويروي في معرض استجوابه استنطاقياً، قبل إحالته أمام المحكمة، أن حماته وإبنتها تعرضتا له بالإهانة والشتيمة.
ورفضتا إدخاله إلى المنزل لرؤية زوجته وابنته، ثم خرجتا من المنزل برفقة عمه وابنته الثانية ع.ب. حيث كان عمه يحمل عصا خشبية و ز.ب. تحمل سكيناً كبيرة، وهجم الجميع عليه، فصرخ بوجههم وأنذرهم بوجوب الابتعاد و«كفّ شرهم» عنه.
لم يرتدع أهل الزوجة «الأولى» – يتابع العسكري في تلك الإفادة – الأمر الذي حمله على إشهار مسدسه الحربي وتصويبه نحو«المهاجمين»، ثم أطلق منه عدة عيارات نارية نحوهم لتغطية انسحابه، كما يقول، وهو «إنسحب» بالفعل واستقل سيارته وتوجه إلى مركز مخابرات الجيش حيث سلّم نفسه وسلاحه، وأكد أنه أطلق النار دفاعاً عن نفسه ولم يقصد أو يتعمد إصابة أحد أو قتل أحد.
وتفيد ف.أ. بأنها على خلاف مع زوجها خ.أ. كون«لديه زوجة ثانية وكان يقوم بضربي»، وذلك قبل شهر من الحادثة حيث تركت منزلها الزوجي وأقامت في منزل أهلها.
وقد مثل خ.أ. أمام المحكمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله للمحاكمة، غير أن وكيلته طلبت إمهالها للاطلاع على الملف فتقرر إرجاء الجلسة إلى تموز المقبل.