خاص- شبكة تحقيقات الإعلامية
“طالع رِجِّال لبيُّوا”، جملة لطالما اعتدنا على سماعها في مجتمعنا بشكل تلقائي، فدائماً ما يرجِعون قوة الطفل لوالده، متناسين أنه ما ما عليه من قوة لم يحصل عليها سوى من “ست الحبايب” والدته.
فهل يُعقل ذلك؟
قوة الجسد التي يحظى بها الطفل هي أمر طبيعي بيولوجي، ناجم عن طبيعة البيئة المعاشة ربما، والتي تُضيف للشخص قوة بدنية تجعله يبدو في وضع سليم.
لكن، حنان الأم وما تُبديه من عاطفة تجاه الطفل هي أعظم قوة، فقليلون مِنَّا من هم كرماء في العطاء والتضحية والسخاء وبذل الغالي والنفيس، قليلون من يمنحون الحياة في نفوس الآخرين، قليلون من تكُن فرحتهم في تقديم العون لا في الحصول على المغانم.
فهل هناك أعظم من تلك القوة التي تتعايش داخل الطفل خلال مسيرة حياته، فتنعكس إيجاباً على عائلته ومجتمعه الضيق، فيكون للخير معطاءً وللعطاء خيِّراً.
هي الأم يا سادة، عُملة لا تُصرف إلا في بنوك الحُب والوفاء، لا تُباع خدماتها ولا تُشترى، بل تُقدمها بشغف لأولادها، فتفرح لنظرات وجوههم الضاحكة، وتتآكل حزناً عندما تعجز عن تقديم إحتياجاتهم في الظروف القاسية، لكنها تبقى أساس الحياة، أساس الوجود، وسرّ الكون الممتلأ أسرارً، إحداها “حنان الأم”.